استطاعت البنوك العالمية تحقيق معدلات كبيرة من الربحية خلال العام الماضي، ما يقول أن الأمور ستسير على هذا المنوال هذا العام أيضاً، رغم الأزمة التي ضربت جزء من القطاع في مارس الماضي. وربحت البنوك العالمية 1.3 تريليون دولار في عام 2022، في أفضل فترة للخدمات المصرفية العالمية بشكل عام منذ عام 2007 على الأقل، وفقًا لتقرير جديد صادر عن شركة "ماكينزي".
توسع في العام الجاري
أشارت تقديرات ماكينزي عن أرباح القطاع العالمي إلى إنه سيتوسع خلال هذا العام 2023، ليصل إلى 1.4 تريليون دولار، وربما أعلى من ذلك، وفق ما ذكرت منصة أكسيوس الأمريكية. ويمكن القول أن سبب أهمية ذلك تأتي في وقتٍ، حدثت فيه أزمة مصرفية كبيرة في أمريكا ودول أوروبا خلال مارس 2023، علاوة على أن الأمور وفق بعض التقديرات لم تكن على الوجه الأفضل خلال العامين الماضيين وكانت مليئة بالأخبار السيئة بالنسبة للبنوك. لكن الصناعة ككل تبدو صحية بشكل مدهش، وهذا، إن لم يكن هناك شيء آخر، يعد بمثابة تذكير جيد للنظر دائمًا إلى ما هو أبعد من العناوين الرئيسية.
إفلاسات مارس
شهد هذا العام أكبر حالات فشل وإفلاس للبنوك منذ الأزمة المالية العالمية في 2008. وأفلس بنك سليكون فالي بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، وعدم التحوط ضد المخاطر والإقراض بدون غطاء كافي وسرعان ما تبع ذلك إفلاس للشركة المؤسسة لبنك فيرست ريبابليك و كريدي سويس.
100 مليار دولار خسائر بنك واحد
جراء ذلك، تضررت البنوك الأخرى أيضا حيث تكبد بنك أوف أمريكا خسائر ورقية تزيد عن 100 مليار دولار بعد شراء سندات منخفضة العائد لا يستطيع الآن بيعها. ويحاول بنك سيتي جروب شق طريقه نحو النمو، دون نجاح واضح حتى الآن. وتخلى بنك جولدمان ساكس عن بعض أهدافه المصرفية الممتدة. كما يأتي ذلك، في ظل ما يعتبر مراقبون قطاع مالي صيني هش.
أرباح البنوك الكبرى
حول الأرباح الربع السنوية، أعلن بنك جيه بي مورجان أن إيرادات الربع الثالث ارتفعت بنسبة 21% وارتفع الدخل بنسبة 35%، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى استحواذه على بنك فيرست ريبابليك. وارتفعت إيرادات ودخل ويلز فارجو Wells Fargo بنسبة 20٪ و 57٪ على التوالي، حتى سيتي جروب يتمتع بربع ثالث جيد. ويقول محللون، أنه رغم الأثر السلبي لرفع الفائدة باستمرار إلا أن البنوك استطاعت أن تحقق أرباح بعيدًا عن مودعيها.
أداء البنوك في أوروبا
شهد المودعون في منطقة اليورو بشكل عام 47% زيادة في أسعار الفائدة، مع انخفاض هذا الرقم إلى 12% في كرواتيا. أما الباقي فقد ذهب إلى المحصلة النهائية للبنوك، فيما يعرف باسم صافي هامش الفائدة حيث أن الفجوة آخذة في الاتساع بين المبلغ الذي تدفعه مقابل الأموال والمبلغ الذي تقرضه. وكانت البنوك الأوروبية تجني الكثير من الأموال حتى أن أسبانيا وهولندا وإيطاليا والمجر والتشيك وليتوانيا والآن أيرلندا، فرضت ضرائب غير متوقعة على أرباح البنوك. وفي الوقت نفسه، ارتفع سعر الفائدة القياسي في منطقة اليورو - الحد الأدنى للعائد الخالي من المخاطر الذي يمكن للبنوك الحصول عليه على أموالها - من 0٪ في منتصف عام 2022 إلى 4.5٪ الآن.
دبي وسنغافورة
وذكرت أكسيوس، إن أداء البنوك في البلدان المطلة على المحيط الهندي جيدة حيث أشارت ماكينزي إلى أن أماكن مثل سنغافورة والهند ودبي وأجزاء من شرق أفريقيا تعد "موطناً لنصف البنوك الأفضل أداءً في العالم".فيما تمتلك كل من الهند وفيتنام وتنزانيا وموزمبيق صناعات مصرفية من المتوقع أن تنمو بمعدلات تتجاوز 10% على مدار هذا العقد.
