اعتاد الجمهور المتعطش للفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق فرادته وحماسته وتصاعدية التفاعل مع أبيات القصيدة، وهو ما جعل بوشناق رقماً ثابتاً في نسخ مهرجان الغناء بالفصحى الذي تنظمه وزارة الثقافة احتفاءً باللغة العربية؛ ليجمع الفنان التونسي خلال مسيرته الفنية كمّاً هائلاً من القصائد والكلمات ويخبّئها في حنجرته الصدّاحة بسلامة الحرف وعذوبة المعنى، مباغتاً بذلك جمهوره خلال المهرجان بسلسلة من الدرر المغنّاة.
إعادة المجد للأغاني الفصيحة
وأشاد بوشناق بالفعل الثقافي الكبير الذي قامت به وزارة الثقافة، قائلاً : "ليس من باب المجاملة للمضيف، ولكن وزارة الثقافة في مهرجان الغناء بالفصحى على مدى نُسخه؛ وضعت بصمتها في إعادة المجد اللامع للأغاني الفصيحة، وأحيت روح الفخر بلغتنا التي يحق لنا أن نكابر بها في العالمين، وقدرت هذا المكوّن التاريخي الثقافي حق قدره".
وتغنّى التونسي بوشناق في بداية وصلته خلال الليلة الأولى من المهرجان بوطن العزة والشموخ المملكة العربية السعودية في أغنية "أنا سعودي"، التي قدّمها كرمز عرفان وتقدير لموطنه الثاني؛ ليقدم بعد ذلك عدداً من روائعه ومنها: المالوف التونسي "بي رشأ"، و "هاموا بشقرا"، و "ليلى"، معبّراً عن امتنان العاشقين بـ "كل ما فيك زاد جنوني".
يأتي مهرجان الغناء بالفصحى ضمن جهود وزارة الثقافة في تضافر اللغة والشعر والموسيقى والغناء لتحقيق هدفها الاستراتيجي للعناية باللغة العربية، وتعزيز حضورها في المجتمع وتحويلها إلى نمط حياة، وهو ما يتزامن مع مبادرة عام الشعر العربي 2023 لإحياء تاريخ الشعر العربي العريق، وتعزيز حضوره في الحضارة الإنسانية، وإرساء قواعد ثرائه المستقبلي، وإحلاله مكانته المستحقة بين آداب العالم.