@abdullaghannam
- إن ما يحدث هذه الأيام من حصار وقصف لقطاع (غزة) هو أمر شنيع ومؤلم ووحشي بكل المقاييس، ولا يمت للإنسانية بأي صلة حيث لا كهرباء ولا ماء ولا دواء (ولو كان بأيديهم لمنعوا الهواء!)، ولا حتى السماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية.
- إن محاولة التهجير القسري، والقصف العشوائي للمدنيين يخالف كل الأعراف والقوانين الدولية، ونقلا عن (واس) في (11 أكتوبر 2023 م): « أطلقت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم، نداء استغاثة للمجتمع الدولي، للتدخل العاجل، لإيصال إمدادات الأدوية والوقود للمستشفيات، خاصة مع قرب نفاد معظم المستلزمات الطبية الخاصة بإسعاف جرحى العدوان الإسرائيلي، المستمر على قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية: (٦٠% ) من ضحايا العدوان هم من النساء والأطفال، مشيرة إلى استشهاد نحو(٥٠٠) طفل وامرأة نتيجة الغارات والقصف الإسرائيلي، الذي يستهدف الأماكن المأهولة بالسكان، وأشارت إلى أن جميع الأسرّة في المستشفيات نفدت، ولا قدرة لدى المراكز الطبية والصحية على استقبال المزيد من الجرحى الذين يسقطون تباعًا، إثر الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة المستمرة على غزة».
- المملكة العربية السعودية كانت ولا زالت تقف مع القضية الفلسطينية موقفا ثابتاً منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود - طيب الله ثراه-، وهي إلى اليوم تدافع عن القضية في كل الاجتماعات والمؤتمرات الدولية والإسلامية والعربية، وستظل كذلك حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه، ويحقق آماله وتطلعاته.
- وإن ما حدث مؤخراً من قصف للمستشفيات والمدراس والمساجد هو أمر مخزي ولا يتم إلى الإنسانية الحقة، وقد جاء في بيان وزارة الخارجية للمملكة: «تدين المملكة العربية السعودية بأشد العبارات الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصفها مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، والذي أدى لوفاة المئات من المدنيين، من بينهم أطفال وجرحى ومصابون، وترفض المملكة العربية السعودية بشكلٍ قاطع هذا الاعتداء الوحشي الذي يعُد انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية بما فيها القانون الدولي الإنساني، كما تعبر عن استنكارها لعدم وقف الاحتلال الإسرائيلي هجماته المتواصلة ضد المدنيين رغم العديد من المناشدات الدولية».
واليوم غزة هي في أشد الحاجة إلى كل النواحي الإنسانية لفتح المعابر لوصول الاحتياجات الأساسية من غذاء وماء ودواء، وقد أكدت المملكة مرارا وتكرارا على هذه النقطة الهامة حيث أن الإنسان في غزة لم يعامل المعاملة الإنسانية السوية حيث القصف بشكل عشوائي، والاستهداف المتعمد للمدنيين جهارا ونهارا، وأيضا الأمر المؤسف والمحزن أن العالم يتفرج ويقف صامتا على هذه الجرائم والمجازر الوحشية التي لم يسلم منها لا الأطفال ولا النساء ولا كبار السن، فعلى المجتمع الدولي أن يستيقظ ولا يكيل بمكيالين مختلفين، ويكف عن الازدواجية في المعايير أوالانتقائية في تطبيق القانون الدولي.
- وقد جاء في بيان المملكة ما يؤكد على ضرورة وجود الممرات الإنسانية : «كما تؤكد المملكة على ضرورة فتح ممرات آمنة فوراً، تلبيةً لنداءات الاستغاثة التي أطلقتها الدول والمنظمات لإيصال الغذاء والدواء للمدنيين المحاصرين في غزة، وتحميل قوات الاحتلال الإسرائيلية كامل المسؤولية جرّاء استمرار خرقها المتكرر لجميع الأعراف والقوانين الدولية».
والحقيقة إن الظلم والقمع الذي يمارسه المحتل الإسرائيلي منذ سنوات يعزز الثبات لدى الشعب الفلسطيني لا محالة، لأنه سد كل الطرق العقلانية والسليمة والإنسانية والسياسية.
- ونعود لنؤكد أن القصف العشوائي على العُزل والمدنيين، والصمت الدولي إزاء هذه الهجمات الشرسة والوحشية هو أمر مؤسف ومستنكر، ولكننا موقنون بقوله سبحانه وتعالى : «وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ - وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ».