- مع تصاعد الصراع في غزة بين الفلسطينيين العزل وقوة الاحتلال الغاشمة، والمدعومة من القوى الدولية، لأسباب تخص مصالح تلك القوى، أو بسبب الدعاية الصهيونية الكاذبة، والمزورة، نقول في خضم كل ذلك كثر الحديث عن مصطلحات لها علاقة بالصراعات العسكرية، والسياسية، والكوارث الطبيعية، من ذلك مصطلح النزوح والذي يعني بصورة واضحة تحرك الناس من مكان إلى آخر داخل إقليم أو منطقة أو بلد أي دولة واحدة بسبب دوافع سياسية وأمنية أو طبيعية، النزوح قد يكون مؤقتاً بمعنى أنه يستمر لفترة زمنية محددة ثم يعود الناس إلى بيوتهم ومناطقهم وعلى سبيل المثال ماحدث في بعض مناطق سوريا والعراق التي قيل أن الأهالي نزحوا بسبب احتلال مجموعات مسلحة لمدنهم وقراهم وبعد اختفاء تلك القوى المسلحة عاد الناس إلى أماكن حياتهم الطبيعية، وقد يكون النزوح دائم أو طويل الأمد مثل الذي حصل مع قطاعات بشرية من الفلسطينيين الذين نزحوا في حرب ١٩٤٨م داخل حدود فلسطين التاريخية وبقيوا إلى اليوم في ما يعرف بالمخيمات الفلسطينية.
- والمصطلح الثاني الذي راج استخدامه مؤخراً هو اللجوء ويعني في بعده المباشر عبور الناس الحدود الوطنية، إلى اقليم دولة أخرى بحثا عن الأمان الانساني وللحصول على الحقوق الانسانية والحماية مثل ما حدث مؤخراً في هجرة عشرات الآلاف من السودانيين إلى مصر وإلى تشاد، أسباب اللجوء قد تكون سياسية وحربية وعنصرية، وقد يكون اللجوء لفترات طويلة وفي حالات كثيرة يتحول إلى اشكال جديدة من الاقامة خارج البلاد.
- والمصطلح الأخير في هذا العرض السريع هو مصطلح الهجرة وهي على نوعين هجرة بسبب البحث عن ظروف معيشة وحياة أفضل تكون في الغالب طوعية ويقبل الناس على القيام بها من تلقاء أنفسهم، كأن يقبلون على العمل، والعيش في محيط جديد هرباً من أوضاع اقتصادية أو غيرها، وهناك حالة أخرى لهذا التعبير القانوني هي التهجير وتشير في هذه الصورة إلى قيام قوة سياسية، أو عسكرية بدفع الناس للهجرة مثل الذي يحدث في غزة حيث تحث سلطات الاحتلال الناس للهجرة إلى مصر تحديداً لافراغ غزة، والأراضي الفلسطينية من الفلسطينيين وهذه سياسية معروفة في علم العلاقات الدولية وتسمى لدى البعض بحروب تغيير التركيبة الديموغرافية، خاصة إذا فرضت قيود قاسية، وصارمة على عودة الناس إلى مواطنهم الأصلية، وإذا نجحت السلطات المشرفة على تهجير السكان الاصليين في توطين سكان آخرين هنا نكون أمام وضع جديد لكنه ببساطة لا يدوم لكونه مبني على باطل.