- الأبل تراثنا وتاريخنا وحاضرنا الذي نفاخر به كافة الأمم، على ظهور الأبل وحد الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ هذه الدولة المترامية الأطراف حيث كانت المركب والمأكل والمشرب والأنيس والصديق، قبل النهضة الحضارية الكبيرة التي تحققت في أرجاء العالم كانت الأبل في هذه المنطقة وغيرها من المناطق وسيلة التنقل الأولى حيث تقطع الصحاري والفيافي بلا كلل أو ملل خلاف أنها صبوره على العطش ولا تعرف الكسل أو التكاسل كما أشتهرت بالوفاء والمحبة لمن يخلص لها ويحبها، أما الخيل يكفي حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عنها عندما قال ( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامه )، هذا الحيوان الجميل الرائع الذي يعتبر من أهم آلات الحرب قبل الثورة الصناعية الحديثة وقدرته على الكر والفر والصبر على ويلات الحروب، وقد تفاخر العرب بخيولهم ونقاوة سلالاتها التي تعتبر الأفضل بين كافة خيول الأمم الأخرى.
- ومما يدل على اهتمام المملكة بهذا التاريخ والتراث العريق أن أهم سباقات العالم للخيل والأبل تعقد على أرضها وتحقق نجاحات ونسب مشاهدة كبيرة سواء من السعوديين أو المقيمين أومن الزائرين للمملكة الذين يبدون اعجابهم الشديد بذلك التراث العريق وما يصاحبه في تلك المهرجانات من صناعات تراثية وعادات عربية يطغى عليها الكرم والشهامة خلاف الفنون الشعبية التي تمتاز بالجمال والروعة والسحر، ولاعجب أن الإنسان في هذه المنطقة متعلق بالخيل والإبل تعلقاً كبيراً، بل يعرف كافة تفاصيلها، وإن كانت المدنية الحديثة أبعدتنا عنها كثيراً إلا أنها ما زالت موجودة في قلوب بعض محبيها ممن حاولوا قدر المستطاع تربيتها ومشاهدتها عن قرب ليسعدوا بالنظر إليها وملامستها حتى ترتاح نفوسهم بلقائها.
- التطور الحالي الذي تعيشه المملكة بالتأكيد ألقى بظلاله على ( الخيل والإبل ) حيث لم يعد الجيل الحالي ـ والذي قبله ـ يعرف كيف يتعامل معها فضلاً عن ركوبها برغم أنها من تراثنا الصميم الذي مازلنا نتعايش معه من خلال المهرجانات والسباقات وغيرها، ولا نخالف الحقيقة إذا قلنا أن الأغلبية لا يعرف كيف يركبها، ولذلك حتى نحافظ على هذا التراث الجميل من الاندثار وضماناً لاستمراريته أرى من المهم تخصيص حصة اسبوعية في «الويكند» لتعليم طلاب المدارس ركوب الخيل والإبل ( طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعة )، في نهاية الأسبوع بحيث تكون اختيارية وليست إلزامية لنحافظ على هذا التراث الذي اشتهرنا به بين الأمم.