@hana_maki00
- استقرار سوق العمل هو مؤشر صحي على استقرار الاسواق ونمو الاقتصاد، وفي الحالات الطارئة يصاب السوق بهزة تفقده توازنه، ويتحرك فيها مؤشر البطالة بين صعود يصعب عليه النزول، بعد أن يؤدي الى تسريح عمالة أو خفض الرواتب أو اغلاق منشآت، وفق تقرير مرصد البنك الدولي الصادر في اكتوبر» تحقيق التوازن: الوظائف والأجور عند وقوع الأزمات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» في منطقة مزدحمة بالاحداث وخلال فترة ساهمت في الانكماش والتضخم وانعكاسها على سوق العمل العالمي مما ادت ارتفاع معلات البطالة في العالم.
- هناك بعض الظواهر سجلها التقرير في المنطقة وفي مقارنة بالاسواق الناشئة والبلدان النامية، فقد انخفضت معدلات المشاركة للقوى العاملة في المنطقة مقارنة مع الناشئة والنامية بنحو 47% مقابل 61%، ومعدل اعلى للبطالة بنحو 13% مقابل 8%، وهي نسب عالية بين اسواق متماثلة وهو أمر قد لا يدعوا للدهشة حين نتعرف على الاوضاع الجيوسياسية في المنطقة الساخنة، وبالتالي مؤشر التغيرات لن يكون طبيعي وسيضر الاستقرار الوظيفي وافاق التشغيل وامكانات الدخل والمسارات الوظيفية للعاطلين عن العمل وهو ما يعرف بـ»الندوب» التي تنكعس بسلبية، لذا من الضروري أن يكون هناك تعديلات في سوق العمل المحلي أكثر مرونة حتى لا تكون الندوب طويلة الامد على العمال والسوق وتشكل مسارات وعادات تؤثر على باقي الاسواق كالسوق المالي والعقاري والخدماتي.
- الغريب إن هذه المنطقة الساخنة والمؤثرة (الشرق الاوسط وشمال افريقيا) تشكل في سوق العمل عادات متفردة عن باقي الاسواق وفقاً لتقرير البنك الدولي، ففيها تعد البطالة أكثر حساسية لدورة الاعمال منها عن اقتصادات الناشئة النامية، لا سيما في فترات الانكماش بشكل عام، فيرتبط انحراف دوري بمقدار 1% من اجمالي الناتج المحلي الحقيقي عن اتجاه طويل الاجل سواء كان ايجابي او سلبي «لكلا الحالتين» بإنحرافات دورية في معدلات البطالة تبلغ 0.22 نقطة سنوية، ولكنها لا تتجاوز 0.14 نقطة سنوية في الاقتصادات بالاسواق الناشئة والدول النامية وذلك بسبب الطريقة التي تتكيف بها الطبالة في المنطقة مع الصدمات السلبية.
- غير أنها خلال فترات التوسع وعودت النشاط لا تختلف البطالة في المنطقة اختلافاً ملحوظاً عن الاستجابة كما في اقتصادات الاسواق الناشئة والنامية (-0.13 مقابل -0.12) وعلى النقيض من ذلك وخلال فترات الانكماش عندما يكون اجمالي الناتج المحلي الحقيقي أقل من الاتجاه العام تبلغ الزيادة في معدل البطالة في المنطقة 0.27 نقطة مقابل اجمالي الناتج المحلي الحقيقي بنسبة 1% ولكن بلغت 0.16 نقطة فقط في الاسواق الناشئة والبلدان النامية، أي النصف تقريباً.
- كذلك تسجل استجابة التوظيف في القطاع العام في المنطقة وخلال حالات الانكماش الدوري زيادة أكبر بمقدار (-0.14 ) مقارنة بالاقتصادات الناشئة والنامية التي تسجل في مثل هذه الظروف (-0.8)، وايضاً في ثبات الاجور الحقيقي، وفي عز الصدمات منطقتنا هي الاعلى، ولكن تبقى هناك حقيقة أن عدد العمال المتضررين في المنطقة اكثر مقارنة بالاسواق الناشئة والنامية فخلال العامين 2020 -2022 بلغ عدد البطالة فيها 5.11 مليون.
هناك عادات شكلتها الظروف والقيم الحياتية للمنطقة يمكن الاستفادة منها لعلاج البطالة.