أدى اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة ردًا على هجوم حركة عددٍ من الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر إلى اضطراب في عمليات البيع المفاجئة في سوق النفط الخام وساهمت في ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، وفق ما ذكر تقرير لمجلة إيكونوميست إنتيليجلنس البريطانية.
استمرار ارتفاع أسعار النفط
توقع تقرير إيكونوميست، أن تظل أسعار النفط والغاز مرتفعة عند مستويات قريبة من المستويات الحالية لبقية العام وحتى عام 2024. أعاد الصراع في الشرق الأوسط فرض مخاطر كبيرة على الاقتصاد الإسرائيلي.
كما تعكس الحرب الإسرائيلية على غزة تأكيد ارتفاع النفط في وقت كان فيه المراقبون يتوقعون ارتفاع الأسعار حتى بدون الحرب والآن أصبحت التوقعات ومن تساورهم الشكوك حول استدامة أسعار النفط المرتفعة إلى تأكد كبير في استمرارها.
90 دولارًا
وقبل الحرب العدوانية على غزة، تراجعت أسعار النفط لمزيج برنت إلى ما يقرب من 80 دولارًا للبرميل لكنها ارتفعت بعد ذلك إلى حوالي 90 دولارًا للبرميل.
قبل عمليات البيع المكثفة في أوائل أكتوبر، ارتفعت أسعار النفط بنسبة 30٪ تقريبًا في الفترة من يوليو إلى سبتمبر وسط تشدد السوق.
ونما الطلب العالمي بقوة مدعوما من الصين بقوة حتى مع قيام أوبك بتنفيذ المزيد من التخفيضات في حصص الإنتاج ومع تمديد المملكة العربية السعودية التخفيضات الطوعية حتى نهاية عام 2023.
التخفيضات الطوعية
من المتوقع أن تظل سوق النفط العالمية في حالة من ضيق العرض. وذكرت إيكونوميست أنها تتوقع أن تلتزم المملكة العربية السعودية بحصص الإنتاج المخفضة التي اتفقت عليها مع شركائها في مجموعة أوبك بلس لمصدري النفط حتى نهاية الربع الأول من عام 2024.
توسع الطلب
ومن غير المرجح أيضًا أن تزيد البلاد إنتاجها بشكل ملحوظ خلال الفترة المتبقية من ذلك العام. بالإضافة إلى ذلك بعد أن وصل النفط إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 101.2 مليون برميل يوميًا في عام 2023 من المتوقع أن يتوسع الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.3 مليون برميل يوميًا أخرى في عام 2024.
تأثير أسعار الفائدة
ومع ذلك، لا يزال تجار النفط يشعرون بالقلق بشأن تأثير ارتفاع أسعار الفائدة العالمية وأسعار الطاقة على النمو الاقتصادي والطلب على الطاقة. سيعتمد السوق إلى حد كبير على البيانات حيث يبحث المتداولون عن علامات تشير إلى ما إذا كان الطلب على الطاقة صامدًا في بيئة يبدو فيها أن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لفترة أطول وتظل أسعار الطاقة العالمية مرتفعة للفترة ممتدة على الأقل عامًا آخر.
انخفاض الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي
كما أن البيانات على مستوى المخزون (وخاصة في الولايات المتحدة، حيث انخفض الاحتياطي الاستراتيجي من النفط إلى أدنى مستوياته منذ أربعين عاما) سوف تخيم بقوة على أذهان المتداولين.
توقعات سعر النفط
وبحسب مجلة إيكونوميست ولذلك نتوقع أن تظل الأسعار متقلبة وأن يتم تداولها في نطاق يتراوح بين 80 و100 دولار أمريكي للبرميل.
وتفترض توقعات إيكونوميست لأسعار النفط أن الأسعار ستبقى في هذه المستويات إلا أنها قد تتجاوز هذه المعدلات فوق ال100 دولار بكثير إذا ما حدث صراع إقليمي أوسع أو تم تهديد تعطيل شحنات النفط في الخليج العربي ومضيق هرمز، أو حتى إذا جرت مواجهة بين إيران وأمريكا.
التأثير على الغاز الطبيعي
تؤثر هذه الأزمة السياسية أيضًا على أسعار الغاز الأوروبية والتي ارتفعت في أكتوبر فبسبب الحرب على غزة لا يزال الإنتاج في حقل تمار للغاز مغلقا ما أدى إلى وقف الصادرات من مصر إلى أوروبا.
وقبل الحرب، كانت الأسعار في أوروبا تميل بالفعل للارتفاع في أواخر عام 2023 وأوائل عام 2024، حيث بدأت الاحتياجات الأوروبية من السحب من المخزونات قبل موسم الشتاء 2023/24 في أوروبا.
ماذا بعد؟
تتوقع مجلة إيكونوميست في تحليلها، أن يقترب ويبقى متوسط أسعار النفط في حدود 90 دولارًا أمريكيًا للبرميل في الربع الأخير من عام الجاري 2023 ثم يقل قليل بضعة دولارات على مدار عام 2024 لينهي العام المقبل عند حوالي 84 دولارًا أمريكيًا للبرميل.
ومن المتوقع أن تبدأ أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية في الاتجاه الهبوطي بحلول الربع الثاني من عام 2024. ويستند كلا التوقعين إلى افتراض أن الحرب على غزة لن تعطل الإمدادات لأي من السلعتين ولكن أسعار النفط سوف تظل حساسة للغاية للأحداث.