اتمنى أن لا يستغرب القراء الكرام من العنوان، فلن أذهب بعيداً عن تخصصي السياسة، ولكن سأتطرق لموضوعات قد تكون غريبة بعض الشي بالموضوع من ذلك موضوع القمل أو القُمْل في اللغة العربية، واخترت هذا الموضوع من التقارير الصحفية والمعلومات التي تملأ وسائل التواصل الاجتماعي والتي تؤكد جميعها أن الجمهورية الفرنسية تواجه غزو من هذه الحشرة الصغيرة.
- في المفهوم العام أن القمل موجود في كل مكان وأنه كان أكثر وجوداً في حياة الناس عندما كانت هناك مستويات متدنية من النظافة على المستويين الشخصي، والعام ، واذكر أنني عندما اقمت لسنوات خمس في بلد أوروبي كانت مدارس الصغار ترسل بشكل دوري للأسر معلومات تحض على نظافة الطلاب، وتحذر من وجود قمل بين بعض التلاميذ وتسرد بعض الإرشادات الخاصة بالنظافة في بدن الطفل، وشعره، وفي متعلقاته الشخصية وملابسه، وفي مكان نومه.
- هذه الرسائل عندما تلقيتها لأول مرة كانت محل استغراب شديد حيث في بلادنا التي توصف بأنها نامية لم نعد نسمع بالقمل، وربما كان لدي اعتقاد أن الشعوب المتقدمة من باب أولى لاتعرف القمل، أو أنه أصبح من الماضي، لكن كل ذلك لم يك صحيحاً، في فرنسا حيث المشكلة اليوم يقال تاريخياً أن الفرنسيين أمة لا تعرف الاستحمام بشكل منتظم، وأنهم يغسلون أجسادهم ، أو أجزاء منها بالعطور القوية التي برعوا في ابتكارها، وتركيبها، لكي تذهب بشيئ من الروائح التي يفرزها الجسم البشري، الذي لم يعتد على الاغتسال بصورة منتظمة.
- والقمل وعلاقته بالسياسة في العالم العربي في الوقت الحديث يجده من يتفحص خطب العقيد معمر القذافي التي كان يشن فيها هجماته العنيفة، وكلماته المحرقة للمعارضين، ولبعض التنظيمات التي كانت تتطلع للسلطة في ليبيا في تلك الفترة، ومن أوصاف العقيد المشهورة مناداته لهذه الفئة وخاصة الملتحين منهم بالمقملين أي أنه يستهين ويستخف بهم ويصفهم بأنهم يعيشون حالة من عدم النظافة، يستحيل معها أن يقودوا الدولة والمجتمع في ليبيا.
- في فرنسا تنقل الأخبار أن الموضوع يتفاقم بصورة قد تخرج على السيطرة لدرجة أن المنازل، والفنادق ودور الايواء عمدت بشكل واضح إلى حرق مافيها من أثاث، وأمتعة، ويقال أن الأمر بدأ ينتقل إلى دول أوروبية مجاورة، وربما إلى دول بعيدة عن أوروبا مثل بعض بلدان شمال افريقيا .
- الحديث حول هذه الظاهرة كثير ربما نجد مساحة للحديث عنه لاحقاً.