يحاول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، إقناع الأسواق بأن البنك المركزي ملتزم بمواصلة معالجة التضخم ولكن ربما يحتاج الآن إلى قوة أقل قليلاً في عمل ذلك، خاصة في ظل التوقعات الضبابية لأسعار الفائدة الأمريكية، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية.
وقت حرج للاقتصاد الأمريكي
تحسنت أرقام التضخم في الآونة الأخيرة، لكن عوائد سندات الخزانة كانت في ارتفاع، مما أرسل رسائل متضاربة حول الاتجاه الذي قد تتجه إليه السياسة النقدية. وتتوقع الأسواق إلى حد كبير أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة، لكنهم سيتطلعون إلى باول للحصول على تأكيد وتوضيح حول كيفية رؤية المسؤولين للظروف الحالية والاتجاهات طويلة المدى.
قال لوك تيلي كبير الاقتصاديين في "ويلمنجتون تراست": “يعود باول دائمًا إلى كل ما يساعد على تغذية السرد القائل بأنهم بحاجة إلى البقاء يقظين، وذلك لأسباب مفهومة. أتوقع منه أن يواصل الحديث عن قوة الاقتصاد والقوة المفاجئة للمستهلك في الربع الثالث كخطر على التضخم".
رسائل الفيدرالي للأسواق
في الأساس يتوقع لوك تيلي أن تنقسم رسالة باول إلى ثلاثة أجزاء: " حاجة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة بسرعة وأن عليه أن يحدد مستوى الذروة الذي يعد جزء من المناقشة الحالية، كما أنه بحاجة إلى معرفة المدة التي تحتاجها أسعار الفائدة للبقاء على هذا المستوى لإعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2 %".
وذكر لوك تيلي: "في الواقع هدفهم النهائي هو إبقاء الظروف المالية مشددة حتى ينخفض التضخم. سوف يستخدم هذا الإطار حتى لو كان متشائمًا بشأن الأول من نوفمبر وهو القرار التالي بشأن سعر الفائدة الفيدرالي أو ديسمبر لتحويل وتوضيح المدى ربما التي سيظل عليها هذا الارتفاع للفائدة".
تأجيل رفع أسعار الفائدة
دعا عدد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي بما في ذلك المحافظون فيليب جيفرسون وكريستوفر والر إلى تأجيل رفع أسعار الفائدة على الأقل في المستقبل القريب أثناء تقييم آثار البيانات الواردة.
وقال والر إن بنك الاحتياطي الفيدرالي يمكنه الانتظار والمراقبة والرؤية قبل أن يتحرك بشأن أسعار الفائدة.
باول والمستثمرين
قال جيفري روتش كبير الاقتصاديين في شركة "إلأ بي إل فايننشال" : "يتعين على باول أن يقدم نفسه للمستثمرين كزعيم محايد نزيه". ومن المرجح أن يكرر باول التركيز المعتمد على البيانات لبنك الاحتياطي الفيدرالي بعد رفع سعر الاقتراض القياسي 11 مرة ليصبح المجموع 5.25 نقطة مئوية وهو أعلى مستوى له منذ 22 عامًا ولهذا قد يختار الاحتياطي الفيدرالي عدم رفع أسعار الفائدة في سبتمبر.
وعليه يقول محللون إن تعليق بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يكون سوى دفعة أولى على التخفيضات الإضافية في أسعار الفائدة لعام 2024 مع ضعف التضخم والنمو الاقتصادي.
