يستفيد الدولار الأمريكي من التوترات الجاري في منطقة الشرق الأوسط، حيث يبحث فيه المستثمرون عن ملاذ آمن وسط التقلبات الشديدة في الأسهم ومجموعة من الأسواق الأخرى، كما حصل على دفعة إضافية من عوائد سندات الخزانة الأمريكية، التي تقترب حالياً من نحو 5%.
أعلى مستوى في 2023
وقالت شبكة "بيزنس إينسايدر" أن مؤشر الدولار الأمريكي قفز نحو أعلى مستوياته هذا العام مخالفاً الإشارات التي ظهرت قبل بضعة أيام وتوقعت أن مسيرة صعوده ربما تنتهي، وسط رياحاً عكسية.
ويأتي هذا الصعود بعدما اخترق الدولار المستوى التقني الذي كان يُنظر إليه باعتباره نذير لحدوث مزيد من الانخفاضات.
توقعات أسعار الدولار
كان الارتفاع الأخير للدولار مدفوعاً بتراجع سندات الخزانة، حيث أدى ضعف الطلب في مزاد السندات إلى زيادة التركيز على توافر كم كبير من الديون. وأثر ذلك -جنباً إلى جنب مع مرونة الاقتصاد الأمريكي- بالسلب على جميع العملات الرئيسية، حيث تجاوز الين عن المستوى الرئيسي البالغ 150 يناً لكل دولار، وانزلق الدولار الأسترالي إلى أضعف مستوياته خلال عام.
تراهن صناديق التحوط على أن الدولار ما يزال مؤهلاً لاقتناص صعود أكبر، وعززت الصناديق مراكزها الصعودية للعملة الأمريكية لمدة خمسة أسابيع متتالية، حسبما أظهرت بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع.
كتب وين ثين، الرئيس العالمي لاستراتيجية العملة في شركة "براذرذ هاريمان آند كو" (Brothers Harriman & Co)، في مذكرة: "العملة الأمريكية لم تتأثر بأي عامل سلبي بشكل جوهري. ولا نعتقد أن الاتجاه الصعودي للدولار انتهى."
دفعة إيجابية للعملة الأمريكية
إلى جانب ذلك، حظى مؤشر الدولار الأمريكي بدعم من إيجابية بيانات مبيعات المنازل الجديدة داخل الولايات المتحدة خلال سهر سبتمبر الماضي، والتي قدمت زخما صعوديا لمؤشر الدولار الأمريكي خلال التعاملات، وبحسب البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي، سجلت طلبات مبيعات المنازل الجديدة نحو 759 ألف طلب، وهو أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى تسجيلها نحو 678 ألف فقط، وهذا عزز من صعود الدولار أثناء التداولات، وأثار التفاؤل حيال استمرار قوة قطاع الإسكان الأمريكي وهذا بدوره قد يغذي التضخم الأمريكي ويدفع الفيدرالي لرفع الفائدة مجدداً.
