- الأديان الثلاثة اليهودية والنصرانية والإسلامية أصلها أديان سماوية بعث الله بها الرسل وأنزل معهم الكتب السماوية، وقد أخبرنا القرآن الكريم عن انحراف عقائد اليهود والنصارى وأن التحريف طال كتبهم. عندما تتأمل الآيات الكريمة والسيرة النبوية تجد الفرق بين نصارى الأمس (السابقين) ونصاري اليوم. نصارى الأمس قال الله عنهم: (... وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) .
- والسيرة النبوية طافية بالأمثلة.. (النجاشي) أسلم بمجرد سماعه آيات من سورة مريم.. و(ورقة بن نوفل) تمنى لو يكون (شابًا) لينصر الرسول الكريم.. (بحيرا الراهب).. لما خرج النبي الكريم مع عمه أبي طالب وكان وقتها صغيرًا.. لقوا الراهب (بحيرا)، وأخبرهم بصفات الرسول حتى أنه حذر عمه من اليهود خوفًا عليه. وفد نصارى نجران، الذين قدموا على الرسول بالمدينة، وحاوروه وناقشوه، وأذن لهم بأداء صلاتهم في مسجده الشريف، ورفضوا المباهلة مع الرسول لأنهم علموا بحقيقة وصدق الرسالة المحمدية، ولم يظهروا العداوة للمسلمين. (المقوقس) عظيم أقباط مصر.. حينما أرسل الرسول الدعوة تلقاها بالتكريم والاحترام، وأرسل للرسول صلى الله عليه وسلم، هدية هي جاريته (مارية) القبطية وبغلته المشهورة وهذا تأكيد لمودة النصارى للمسلمين. صور تاريخية رائعة تسطر في صفحات (النصارى) السابقين لم يظهروا العداوة المباشرة للمسلمين، بعضهم أعلن إسلامه بلا تردد.. ولعل مواقف هؤلاء النصارى تؤكد إيمانهم ببشرى عيسى برسول الله عليهما السلام، قال تعالى: «وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد». راح النصارى «الطيبين» – إن صح التعبير- وذهب نصارى المودة والخشية والاعتراف بالحق، وخلف من بعدهم خلف أوقدوا الحروب الصليبية قديمًا، وروعوا العالم بحربيين عالميتين راح ضحيتهما ملايين البشر، وأوقدوا الفتن ودعموا الظالم.. لقد احتل الغرب الاستعماري الكثير من الدول الإسلامية والعربية وسام أهلها سوم العذاب، أمريكا احتلت العراق وأفغانستان، وبريطانيا احتلت الأحواز العربية وسلمتها لإيران التي بدورها التهمتها، وزرعت إسرائيل في فلسطين، وفرنسا أجرمت في القارة الأفريقية. لقد غابت في النصرانية (مودة) أسلافهم، وأحلوا مكانها العنف والإرهاب، ولم يقتصر هذا الإرهاب على الحروب العسكرية إنما امتد إلى الإساءة إلى ثوابت المسلمين، فها هو الغرب كل يوم يظهر بهجوم جديد حينًا على شخص الرسول الكريم، وأحيانًا على القرآن العظيم ومرة على الإسلام. ما يحدث اليوم من استعلاء غربي ما هو إلا إفساد في الأرض بات العالم معه أشبه ما يكون في غابة يفترس قويها ضعيفها، فلا حقوق للإنسان ترعى، ولا عهود تلتزم، ولا مواثيق تحترم.
* قفلة : أعداء الإنسانية لا دين لهم..
@alomary2008