- نتقلب بين صفحات الأيام بعضها يمضي سريعا وكأن الهواء بعثرها ،بعضها يسير على مهل كأن الأنامل ببطء تقلبها ،بعضها تظن أن ساعاتها لا تتحرك وكأن الوقت نسى أن يمضي بها وبعضها يسير على وتيرة الإعتدال وذاك ما نأمله ،وما بين بعضها وما نأمله نعيش الدقيقة والثانية واللحظة والساعة محرك الوقت فيها(شعورنا) رغم تحركها (نحن نثبتها).
- نلوم الوقت أحيانا ونلوم حركة الفصول أحيانا ونلوم المناسبات حينا و الملام «نحن» رغم تهربنا من الحقيقة فنحن حسب شعورنا ومشاعرنا نشعر بالوقت ونصنفه جدا طويل أو مر كلمح البصر، واليك مثالا بسيطا يثبت ذلك في غرف انتظار المستشفيات ونحن ننتظر موعدنا نشعر أن الوقت يحبو نتملل في جلستنا نفتح الهاتف ونغلقه لا يسترعي انتباهنا شيئا سوى عقارب الساعة التي يتهيأ لنا أنها تاتي تزحف ثم يحين دورنا ونشعر أننا انتهينا في وقت جدا قصير.
- لذا قيم وقتك وكن له حافظا أمين وأشبعه غنجا ولا تميته بالتأجيل واستثمر لحظات الإنتظار واصطحب كتاب، نعم كتاب فوسائل التواصل أحيانا تجرعك مع سقمك ملل كثير وإن كنت تمر بمزاج رمادي أو ظرف يثير فيك الهم تذكر أن عينك الممطرة ستجلي سحابة مزاجك وذكر لله سيحل عقد الهم واكنز المسرات وأنفقها مبذرا حينا كل حين فالحياة يوم حلو ويوم مر ويوم خليط وأنت الوحيد القادر أن تلبس أوقاتها ماتريد واحذر أخبار الصباح فليس هناك جديد وكأنها تكرر خبر قابيل وهابيل بأسماء مستعارة وتقص حكايات تشبه قَصَص موسى عليه السلام والطغاه.
- حافظ على إنسانية بصرك ولا تتبع الصور المضرّجه بالمآسي يكفي أنك تستمع لها وحافظ على معنويات إيمانك عالية فأنت تعلم أن هناك من يحاول أن يهدم صروح يقينك وعزك ودعمك ويبني على أطلالها قبور اليأس والشعور بالتخاذل والخذلان وتجنب أن تغرق روحك في أسر الماديات فهي عبودية بإختيار وفقاعة نشوتها تزول بالامتلاك وصاحب خليل سيضبط لديك كل اتجاه ليس فيه باطل أو افتراء إنما هو ضماد ومضاد لزمن أحداثه تتربص بالأصحاء ،صاحب القرآن وجاوره كل حين واتلو آياته وأنت تستشعر فضل الله علينا بتنزيله واشكره كثير.
*موجز الأنباء:
سورة الإسراء تُطمئن حواسك وتربت على قلبك وتحلق بك إلى عالم اليقين في فوضى الأحداث.