@shujaa_albogmi
- ليس هنالك من تفاؤل كبير في تقارير بيوت الخبرة العالمية نحو مستقبل الاقتصاد العالمي خلال العامين المقبلين، الأمر الذي يجعل معدلات نمو الاقتصاد العالمي بين حالة عدم اليقين وقلق المستثمرين... إلا إن أعمال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها السابعة دفعت المستثمرين وصناع القرار من حول العالم؛ إلى النظر بجدية نحو آلية تحفيز الاقتصاد العالمي واستثمار الفرص في الوقت ذاته.
- 6 آلاف مشارك من أكثر من 90 دولة؛ اجتمعوا في «الرياض» الأسبوع الماضي لمناقشة مستقبل الاقتصاد العالمي، وكيفية إعادة الثقة من جديد إلى نفوس المستثمرين، واستثمار الفرص المتاحة في الكثير من القطاعات النوعية والجديدة والمبتكرة؛ فيما يأتي عقد النسخة السابعة من المبادرة في ظل العديد من التحديات التي تحيط بالاقتصاد العالمي، وتشديد ملحوظ في السياسات النقدية.
وكشفت المبادرة أن مجمل قيمة الاستثمارات التي تمت في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السابع بلغت قرابة 17.9 مليار دولار في مختلف القطاعات، وهذا رقم كبير في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية، ويبرهن بكل قوة أن النظرة المستقبلية للاقتصاد العالمي يجب أن تدعم وتحافظ على تفاؤلها، وتخلق المزيد من الفرص الاستثمارية، والمملكة العربية السعودية في عالمنا اليوم واحدة من أكثر دول العالم التي تستثمر وبكل قوة في مختلف القطاعات والمجالات النوعية، بما يحقق المزيد من النمو في الناتج المحلي الإجمالي ويدفع بالاقتصاد إلى مواصلة التقدم بين كبرى اقتصادات العالم.
- المشاركون في المبادرة ناقشوا الكثير من الملفات بل أنهم بحثوا آلية الاستثمار والإنفاق وتحفيز معدلات النمو؛ معتمدين في ذلك على خبرات طويلة جداً، وتجارب عملية ممتدة؛ كما أنهم ناقشوا محاور عدة تتعلق بالاستثمار في المستقبل، وأعني هنا على سبيل المثال؛ آخر تطورات قطاعات التكنولوجيا والفضاء والطيران، والتكنولوجيا الحيوية، والأمن السيبراني، وعلم الروبوتات، ورأس المال الاستثماري، والشركات الناشئة.
- وشهد أعمال المؤتمر إعلان مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار عن أداة متخصصة لأجل حوكمة المخاطر البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات الناشئة في الأسواق العالمية، فيما تعمل الأداة على تحسين جودة البيانات المتعلقة بكل ما يخص الاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة في الأسواق الناشئة وتمكين الشركات في هذه الأسواق العالمية من تلقي تدفقات الأموال، فيما تهدف المبادرة من تطوير هذه الأداة إلى تمكين الشركات في هذه الأسواق العالمية من تحسين جهود ونتائج الاستدامة مع مساعدة المستثمرين على تحديد ما يؤثر على الأداء الحالي والمستقبلي.
- سأختم مقالي بما قاله الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ريتشارد أتياس والذي علق قائلاً في ختام أعمال مبادرة مستقبل الاستثمار: «استضفنا قادة عالميين، بالإضافة إلى عمالقة ماليين وخبراء في مجالهم، والذين لم يحضروا لأجل المناقشة فقط، بل قاموا بتحديد والاتفاق على إجراءات جذرية من أجل تحسين منظومة الاستثمار، وتعزيز الاقتصادات، وتحفيز الدعم، مما يجعل العالم أفضل».