- الأحداث الحالية التي تدور في فلسطين وما سبقها من الاعتداءات والكوارث تؤكد في كل مرة صواب مواقف السعودية منذ البدايات حينما أكد الملك المؤسس –يرحمه الله- على حق الشعب الفلسطيني في وطنه ومعارضته والعرب والمسلمين لأي تعد على حقه ، واستمرار الموقف السعودي بعد ذلك وفي كل مراحل المشكلة مسانداً للحق العربي في فلسطين في عهد أبنائه الملوك من خلال مواقف المملكة من كافة الحروب التي خاضتها دول الجوار في مواجهة عدوان دولة الاحتلال وصولاً إلى مشروع الملك فهد للسلام العادل الذي أصبح بعد أن تبنته القمة العربية مبادرة السلام العربية والتي تقوم على السلام العادل في المنطقة مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 م في كافة الجبهات وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وهو ما تؤكده الأحداث الراهنة في المنطقة أنه الطريق للسلام هو بإقامة دولة فلسطين ونيل شعبها حقوقه المشروعة في وطنه وعلى نفس الطريق والمنطلقات يجيء تأكيد صاحب السمو ولي العهد –يحفظه الله- للرئيس الأمريكي في الاتصال الهاتفي خلال الأسبوع الماضي أن المملكة تؤكد ضرورة وضع حد للعدوان ووقف إطلاق النار وفك الحصار عن قطاع غزة والبدء بتنفيذ خطة السلام التي تقوم على إطلاق عملية سياسية ينال الفلسطينيون بموجبها حقوقهم المشروعة وتنعم المنطقة كلها بالأمن والسلام وأن لا حل في المنطقة إلا بتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته على أرض وطنه وعاصمتها القدس الشريف وهو الموقف السعودي الثابت الذي لم يتغير وسيظل وقد أكدته حكومة بلادنا حتى قبل حدوث العدوان الأخير من خلال تعيين سفير فوق العادة للمملكة لدى دولة فلسطين وقنصل عام في مدينة القدس حيث افتتحت القنصلية السعودية فيها منذ عام 1943 م وبقيت هناك حتى حرب حزيران 1967 م.
- إن التمادي في العدوان والقتل والتدمير وقتل الآلاف من المدنيين لن يزيد السلام عن المنطقة إلا بعداً كما أن الحصار ومنع الدواء والغذاء والوقود وقطع الماء والكهرباء لن يزيد المشكلة إلا تعقيداً ولن يؤدي إلا إلى مزيد من العداء والكراهية وإراقة الدماء واليأس الذي يجلب مزيداً من الحروب ويجعل آفاق السلام أكثر بعداً عن المنطقة بأسرها، ولقد أكد ذلك وزير الخارجية في جلسة مجلس الأمن التي عقدت يوم الثلاثاء الماضي خلال كلمته التي لاقت الترحيب من كثير من الأطراف الدولية والتي بات الكثير منها يرى أن موقف المملكة من القضية وآفاق الحل التي تطرحها وتؤكد عليها هو المخرج الوحيد والطريق إلى السلام الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة.
- وبقي أن تدرك الدول الكبرى التي تملك حق النقض (الفيتو) وتحول دون صدور قرارات مجلس الأمن بإيقاف الحرب وانطلاق عملية سلام تتبنى رؤية المملكة الصائبة.. فهل من مجيب؟؟.