- يتضمن شعار السعودية سيفين عربيين تعلوهما نخلة مما يعني أن هذه الشجرة لدينا شيء مهم وكبير نفتخر به، إذن النخلة ليست مجرد شجرة نزرعها ونأكل ثمارها فقط ونستمتع بجمالها ورونقها الجذاب، بل إن المسألة أكبر من ذلك بكثير والدليل أننا اتخذناها شعاراً لنا، ولا غرابة في ذلك فهي فاكهة الصحراء وتمتاز بقدرتها على النمو والإنتاج في البيئات الصحراوية كما أنها إحدى أكثر الأشجار المعمرة على الإطلاق، وتحتل مركزاً متقدماً كأشهر وأهم الأشجار التي تزرع حول العالم، ولا تقتصر فائدتها على الثمر فقط إنما تدخل في الكثير من الاستخدامات، حيث يستخدم خشبها في التدفئة والنجارة وصناعة الورق والكرتون، كما أن ثمارها بمثابة غذاء متكامل يحتوي على نسبة عالية من معظم العناصر الغذائية والمعدنية والفيتامينات التي يحتاجها الجسم بشكل يومي خلاف أنها مفيدة للكثير من الأمراض التي تصيب الجسم، وفي المجمل تعتبر هذه الشجرة مباركة أينما حلت وتستحق العناية والرعاية والحب نظير تلك الفوائد التي تحملها.
- لا يوجد منزل إلا وتجد هذه الشجرة المباركة داخل فنائه حيث يحبها الجميع ويحرص على زراعتها والعناية بها قدر المستطاع وكلما أتسع الفناء زاد عدد الأشجار، أما المزارع فإن الشجرة الأساسية تعتبر النخلة بلا منازع.
- يتذكر الجيل السابق ـ قبل خمسين وستين عاماً ـ أن النخلة كانت تزرع بواسطة أبناء الوطن من كبار السن وربما بعض معاونيهم من أبنائهم وأقاربهم حيث كانوا يمتلكون الخبرة والدراية في زراعتها وطرق مكافحة الأمراض التي تصيبها خلاف العناية بها لتنتج ثماراً ذات جودة عالية والدليل أن نخيل تلك الفترة ما زالت شاهقة عالية منتجة بأعمار تتجاوز الأربعين والخمسين عاماً وربما أكثر.
- بعد التطور الكبير الحاصل في المملكة ولله الحمد بدأ الكثير من المزارعين بالتخلي عن هذه المهنة وتسليم المزارع للوافدين من جنسيات مختلفة الذين علموا قليلاً وجهلوا كثيراً عن أسرار زراعة النخلة وبالتالي أندثر أبناء الوطن تماماً القادرين على التعامل مع هذه الشجرة المباركة ـ وأقولها بصراحة ـ لا يوجد حالياً مواطن يعرف طريقة زراعة الشجرة أو العناية بها إلا نادراً مما يهدد من نمو تلك الشجرة، والدليل على ذلك ما تعانيه النخل في الشوارع والطرقات من جهل يجعل منظرها شاحباً لا تنتج إلا الرديء من الثمار بسبب تسليمها للعمالة .
- أتمنى من وزارة البيئة أو البلديات في المناطق إعطاء دورات متخصصة لأبناء الوطن عن كيفية زراعة النخل وتطويرها والعناية بها كما في السابق بدلاً من الاعتماد الكلي على الوافدين الذين يجهلون أكثر مما يعلمون .