كثير من السحرة، يبطل سحرهم، بأساليب ناعمة، ولكن يوجد نوع منهم يتطلب بطلان اسحارهم ضحايا ودماء ودمار مدن وإذلال شعوب.
وشاءت أقدار الله أن تكون غزة طعماً لشهية السحرة الغلاظ الجلادين وأسحارهم الدموية.
السحرة الذين يديرون المصير الشيطاني لغزة، وإدخال الغزاويين أتون النار، هم حزب الليكود الإسرائيلي وزعيمه بنيامين نتنياهو، ومنظمة حماس التي قررت تقديم غزة وسكانها قرباناً للتنظيم الدولي للإخوان وهدية، لا ترد ولا تستبدل، لملالي إيران.
على مدى سنين كان الليكود وحماس يتبادلان المنافع والصراع والانتصارات الوهمية والعنتريات والعناوين الدعائية الخداعة على حساب الغزاويين والمدينة الجريح، حتى غدى «طوفان الأقصى»، طوفان لدماء الغزاويين.
فلا يمكن تفسير شلالات الدماء والقتل الهمجي لسكان غزة إلا أن الفعلة الليكوديين والمستببين الحماسيين، شركاء في هذه الجريمة الشنيعة ويتمالؤون ويتبادلون المنافع وعناوين البطولات على حساب غزة وسكانها.
حزب الليكود بنى تاريخه على أنه صهيوني تسطع أمجاده في الحروب والاحتلالات، بدعم واشنطن، وإخضاع الفلسطينيين وأشعال حروب مستمرة، وحماس تبني أمجادها وتاريخها في معارك صورية تستخدم فيها صواريخ بدائية لا تعزز أي جبهة ولا تكسب أي حرب، وهدفها نشر البروبغندا والبطولات الوهمية والخطابات المنبرية وتعزيز الحرس الثوري الإيراني، لتستفز الليكود فيرد عليها بآلة حربية مدمرة. والضحية، دائماً، الفلسطينيون الذين تفيض دماؤهم في الشوارع والمدن المدمرة.
ويبدو أن غزة على مواعيد للآلام. منذ أسسها الكنعانيون قبل 3500 عام، جرى تدميرها مرات ومرات. وجربت المدينة المغدورة سورات غضب محاربين متعددي الجنسيات، الفراعنة والاغريق والرومان والفرس وغيرهم. وعانت أشد العناء، كما تعاني الآن، عدوان المغول الهمجيين في القرن الثالث عشر. وشاءت الأقدار أن تعاني في القرن الواحد والشعرين، همجية مغول الصهيونية الذين يرتدون ربطات عنق ويختالون في المؤتمرات والندوات الدولية ويعربدون في الفضائيات مثل الحمساويين. ولم ترسخ للمدينة المنكوبة هوية مستدامة إلا في عهد الدولة الإسلامية، منذ أن ضمها الفاتح الفذ عمرو بن العاص، رضي الله عنه، عام 635م إلى دولة الخلافة الراشدة.
*وتر
البحر جدار من نار..
والسماء تمطر الصواعق..
والدروب حقول اللهب
إذ المدينة جريح ثكلى
تبكي الأطفال والأمهات وأنين ما تحت الركام..
@malanzi3