يعد خط النسخ باكورة مجموعة الخطوط الحاسوبية التي أنتجها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، وأحد أبرز الخطوط الحاسوبية العربية التي تتميز بجمال الأحرف والتراكيب.
ولقي هذا الخط القبول والاستحسان من قبل المستفيدين منه، واستخدم بشكل كبير في العديد من كتب التراث وغيرها، لما يتميز به من جمال الحروف المفردة والتراكيب المختلفة.
خطاط مصاحف المدينة النبوية
ويُعد الشيخ عثمان عبده طه، خطاط مصاحف المدينة النبوية، صاحب الأصابع الذهبية التي أخرجت هذا الخط، وقد عُين خطاطًا لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة منذ عام 1408ه الموافق 1988، وكاتبًا لمصاحف المدينة النبوية.
ولد الشيخ عثمان في ريف مدينة حلب عام 1352هـ الموافق 1934م، أخذ مبادئ الخط من والده الذي كان يجيد (خط الرقعة).
درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدينة حلب في الكلية الشرعية/الخسروية، وتتلمذ في هذه الفترة على مشايخ الخط في مدينة حلب محمد علي المولوي، محمد الخطيب، حسين حسني "التركي"، والشيخ عبد الجواد الخطاط، وأخيرًا إبراهيم الرفاعي (خطاط مدينة حلب).
درس المرحلة الجامعية في مدينة دمشق، وحصل على درجة الليسانس في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق عام 1383ه الموافق 1964م، وعلى الدبلوم العامة من كلية التربية من جامعة دمشق عام 1384ه الموافق 1965م.
أساتذته وشيوخه
وفي دمشق تعرف إلى محمد بدوي الديراني (خطاط بلاد الشام)، وأخذ منه الكثير في الخط الفارسي، وخط الثلث عام 1379ه الموافق 1960م حتى عام 1967م.
كان يجتمع مع خطاط العراق هاشم محمد البغدادي حين يزور دمشق، ويأخذ منه تمرينات وتعليقات كثيرة حول خطي الثلث والنسخ.
حصل على إجازة في حسن الخط من شيخ الخطاطين في العالم الإسلامي حامد الآمدي -رحمه الله- عام 1392ه الموافق 1973م.
عُين عضوًا في هيئة التحكيم الدولية لمسابقة الخط العربي التي تجري في إسطنبول كل 3 سنوات منذ عام 1408هـ الموافق 1988م.
درس الرسم وعلم الزخرفة علي يد سامي برهان، ثم نعيم إسماعيل -رحمهما الله-.
حصل على الجنسية السعودية عام 2021.
خبرته في كتابة المصاحف
– كتب المصحف الشريف أكثر من 10 مرات، وكلها بالرسم العثماني، طبع أكثرها وانتشرت في العالم الإسلامي.
– درس خط النسخ دراسة علمية أكاديمية، وأجاد النوع الكلاسيكي منه، ثم عزف عنه إلى أسلوب متميز في كتابة المصاحف، ومن ذلك على سبيل المثال:
أ - تخلص من كثير من التركيبات الخطية التي كانت تعيق الضبط الصحيح.
ب - تخلص من أشكال بعض الأحرف من خط النسخ، تفاديا لالتباسها بحروف أخرى مشابهة لها، مثل: الهاء المشقوقة، والميم المطموسة بأنواعها، والراء المعكوفة، وغير ذلك.
ج - اعتمد على أسلوب تبسيط الكلمة (وهو الأصل في الخط الكوفي الذي كتب به القرآن أول مرة أيام الصحابة) أي الحرف إلى جانب الحرف، لكي تأتي الحركات فوق الأحرف التابعة لها بدقة، كما يلاحظ ذلك في مصاحف المجمع.
د - اكتسب خبرة في توزيع الكلمات في السطر الواحد بحيث ينتهي السطر كما بدأ دون تزاحم للكلمات في النهاية، كما في كثير من المصاحف المخطوطة، وذلك من أجل أن تظهر الصفحة متناسقة متألقة من حيث حسن الترتيب والتنسيق.
هـ - اكتسب خبرة وعلمًا من علماء القراءات أعضاء اللجان العلمية لمراجعة المصاحف المخطوطة واستفاد من آرائهم في هذا المجال.