- بينما كنت في فجر صباح الامس بين اليقظة والنوم سمعت بأذني أحد آيات القرآن الكريم تكرر وتتكرر الى ان استيقظت، ولا أدرى اهي أحاديث النفس مما سمعت وشاهدت من الافعال غير الإنسانية والتي خرجت عن كل المواثيق والأعراف الدولية مما تفعله إسرائيل بإخواننا في غزة من هدم وقتل ودمار. فان لم تكن لحمة الدم والعرق والدين فلا أدرى ما تكون.. فنحن هم وهم نحن .
- ولم يتوقف الامر هنا، بل بتصويت الولايات المتحدة واحلافها من الدول الأوروبية في مجلس الامن باستمرار آلة القتل ودمار غزة وسياسة التهجير الإسرائيلية وانتهاكات حقوق الانسان بتصويتها ضد وقف إطلاق النار، كذلك من تصويت دول العالم بالجمعية العامة بأجماع 120 دولة ضد مواقف هذه الدول المساندة لإسرائيل، وهو بصمة عار لهم وفضيحة دولية، وهذه الدول تطلق منفردة أشنع الاتهامات للطرف الفلسطيني دون دليل او من حتى فتح مجال للتحقيقات الدولية او من حتى النظر الى انتهاكات إسرائيل بدمارهم المستشفى الذي قتل فيه أكثر من 500 شخص، ولا يعدو الامر ان يكون الا مجرد تهريج منهم واقوال اريد بها إخفاء الحقائق والامر واضح وجلي، كما ان وضح انهم أي هذه الدول بدعمها المطلق لإسرائيل يؤيدون استمرار سياستها من الفصل العنصري والتهجير والاخلال بالمواثيق والأعراف والقرارات الدولية وبمنظمات حقوق الانسان، الا ان هذه الدول كما فيها من الشر فيها الخير ودعاة السلام ان طال الزمان او قصر، وسوف ينقبل الامر بإذن الله سبحانه وتعالى مما نرى من مشاهد تطالب بوقف إطلاق النار والحق الفلسطيني.
- واعود الى تلك الآية مما سمعتها في اذني تتكرر وهي الآية الكريمة (وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مره) ولعل هاتفا ارادني تذكرها لسبب ما وقلت ربما هي إشارة لأكتب في الموضوع من هذا المقال, ولفهم السياق تبدأ الآيات بالآية رقم 4 من سورة الشعراء: قال تعالي : وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)
- ذهبت حين استيقظت الى الشبكة العنكبوتية وبحت لأجد معاني تلك الآية التي سمعتها تتكرر باذني قرات من خلاله عددا من مراجع التفسير الى ان استوقفني وضوح مفهومها من قول : « (فإذا جاء وعد الآخرة) كلمة الآخرة تدلُّ على أنها المرة التي لن تتكرر، ولن يكون لليهود غَلَبة بعدها. وقوله تعالى: (وليتبروا ما علوا تتبيرا) يتبروا: أي: يُهلكوا ويُدمِّروا، ويُخرِّبوا ما أقامه اليهود وما بنَوْهُ وشيَّدوه من مظاهر الحضارة التي نشاهدها الآن عندهم. لكن نلاحظ أن القرآن لم يقُلْ: ما علوتُم، إنما قال (مَا عَلَوْاْ) ليدل على أن ما أقاموه وما شيدوه ليس بذاتهم، وإنما بمساعدة مَنْ ورائهم من أتباعهم وأنصارهم، فاليهود بذاتهم ضعفاء، لا تقوم لهم قائمة. وقد صدق قول الله سبحانه وتعالي.»
إن الظلم لا يرضاه او يتقبله أحد، كما ان الظلم ظلمات. ونرفع بدعائنا الى الله عز وجل نتضرع اليه لرفع الظلم عن اخواننا في فلسطين وفي قطاع غزة، سائلين المولى جل جلاله بعزته وقدرته أن يرفع الضرر عنهم، ويجبر مصابهم، ويشفي مريضهم، ويرحم شهداءهم، ويكتب لهم السلامة والأمن والعافية.