- في عالم الفلسفة ، يعد "المستحيل" خرافة من القصص القديمة التي استمرت في ترويض خيال البشر على مر العصور ، قصص تحكي عن وجود ما هو خارج نطاق الواقع والمألوف ، قصص تشجعنا على استكشاف حدود المعرفة وتحدي القيود المفروضة علينا ، وتعبّر خرافة "المستحيل" عن رغبتنا في تجاوز المحدوديات وتحقيق المستحيل، وهي قصة تلهمنا للسعي نحو التغيير والتطور ، لكن على الرغم من أننا نسعى لتحقيق المستحيل، فإن الواقعية والتفكير العقلاني لا غنى عنهما ، فقد يكون الطموح الزائد والتفكير اللا واقعي عائقًا أحيانًا، وقد يجعلنا نتجاهل الواقع ونغوص في أحلامنا الخيالية.
- إن خرافة "المستحيل" المتوارثة تدعونا للتأمل في قدراتنا وإمكاناتنا الكامنة، مع عدم اهمال الواقعية والتوازن في حياتنا ، قد يكون الواقع محدودًا، لكن الطموح والتصميم يمكنهما أن يشقان طريقنا نحو تحقيق الأشياء التي يعتبرها البعض "مستحيلة" ، ما تقدم سردية فلسفية لفكرة المستحيل التي كانت وما زالت من الافكار الجدلية التي تثير عقول الفلاسفة والمفكرين ، اما في الواقع ، يمكننا القول بأن مستحيل الامس واقع اليوم ومستحيل اليوم واقع الغد ، الطيران في الماضي، كان يُعتبر حلمًا غير واقعيًا واليوم اصبح الطيران احد سمات العصر ، قديما كان من الصعب تخيل الاتصال مع الأشخاص الذين يعيشون في أماكن تفصلها عنا مسافات بعيدة ومع تطور التكنولوجيا، أصبح بإمكاننا التواصل الفوري والمرئي مع الأشخاص في أي مكان في العالم .
- السفر إلى الفضاء كان يُعتبر مستحيلاً تمامًا واليوم اصبح امرا ممكنا ، العشرات من الامراض كانت الشفاء منها مستعصيا ومستحيلا احيانا ومع التقدم في الطب والتكنولوجيا الحديثة، تم تطوير علاجات وإجراءات جديدة لمرضى السرطان وأمراض القلب وزراعة الأعضاء وغيرها، الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي كانت من الأحلام الخيالية ولكن اليوم، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات ، والقائمة تطول وتتسع لتشمل كل مجالات الحياة ، لكن اذا وجدت الارادة والقيادة فالمستحيل مجرد خرافة ترددها الببغاوات الكسولة...!
- التجربة السعودية الملهمة للشعوب والمربكة للخصوم، اما رؤيتها المباركة في التعامل مع ما كان يعتقده العرب مستحيلا فتعد حلا عمليا لجدلية المستحيل والإنجاز، المستحيل الخرافة تبخرت مع بزوغ فجر سمو ولي العهد الامير الملهم محمد بن سلمان حفظه الله ، حتى اصبحنا نعيش المستحيل يوميا بانجازات نوعية وافاق مذهلة، سياسة عصرية حكيمة ومؤثرة تتعكز على تاريخ مشرف ورشاقة ومرونة تلتقي مع متطلبات المرحلة دون المساس بالثوابت الدينية والاخلاقية، تقدم علمي وتكنولوجي مذهل، اقتصاد متنوع تكاملي غير خارطة الاقتصاد العالمي، رياضة وترفيه وسياحية عالمية صادمة للمحب والحاقد، بطولات واحداث عالمية، ملتقيات ومهرجانات دولية لا تجتمع في السعودية العظمى.
- يرافق كل هذا تحول جذري في طريقة التفكير الجمعي للشعب السعودي وارتفاع سقف الطموح الشعبي الذي بدأ يرى الاحلام تتحقق والعقبات تتلاشى والانجازات تتوالى، لهذا اصبحت مقولة المستحيل ليس سعودياً حقيقة راسخة لا نقاش فيها.