أكد مجلس وزراء الصحة العرب ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، محذرًا من التداعيات الإنسانية والصحية الكارثية مع استمرار هذه الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب الإسرائيلية المتكررة، وتهديداتها بإخلاء المستشفيات في شمال غزة التي يوجد بها آلاف المرضى والإجلاء القسري للمرضى والعاملين الصحيين.
وجاء ذلك في البيان الذي أصدره المجلس في ختام دورته غير عادية التي عقدت أمس الخميس، عبر الاتصال المرئي برئاسة وزير الصحة الجزائري رئيس الدورة الحالية للمجلس د. عبد الحق سايحي، ومشاركة وزراء الصحة العرب ومن يمثلونهم، لبحث الموضوعات الصحية المقرر رفعها إلى القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية القادمة في الجمهورية الموريتانية الإسلامية.
مرضى وحدات العناية المركزة
ونبه المجلس إلى أن هناك مرضى في وحدات العناية المركزة في قطاع غزة، منهم من يعتمد على الأجهزة للبقاء على قيد الحياة، ومرضى يخضعون لغسيل الكلى، ومواليد في الحضانات والنساء اللاتي يعانين مضاعفات الحمل وغيرهم، والتي تعد انتهاكًا صريحًا وصارخًا لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين لعام 1949.
وأدان وزراء الصحة العرب بأشد العبارات جرائم الحرب والمجازر الوحشية المستمرة في قطاع غزة، التي أسفرت عن سقوط ما يزيد على 8720 شهيدًا وأكثر من 22 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين بنسبة 73%، وتدمير أكثر من 177.781 ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى مئات المفقودين.
حذرت المنظمة من أن هناك الآلاف في قطاع #غزة بحاجة للحصول على الخدمات الصحية العاجلة والأساسية في ظل نقص الأدوية والإمدادات الصحية والمساعدات الأخرى#اليوم
للتفاصيل.. https://t.co/4TfzpHA7jv pic.twitter.com/wsVJ794ypD— صحيفة اليوم (@alyaum) November 2, 2023
استهداف المراكز العلاجية والمستشفيات
كما حذر المجلس من أن استمرار تلك الهجمات التي تستهدف الفلسطينيين في محيط المراكز العلاجية والمستشفيات، وكذلك الفرق الطبية وأماكن الإيواء التي يلجأون إليها هربًا من القصف الإسرائيلي المتواصل، ودون أي إكتراث بالأرواح التي تزهق، سوف يفاقم من تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية.
واستنكر استمرار العدوان الإسرائيلي استهداف المباني السكنية للمدنيين، وتدمير البنية التحتية الأساسية، وفرض قيود على مقومات وموارد الحياة الأساسية من المياه وإدخال الأدوية والكهرباء والوقود الذي يؤدى إلى وقوع خسائر كارثية بالأرواح في صفوف المدنيين.
وطالب المجلس المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته لوقف هذه المجازر الوحشية، وفتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة لضمان نفاذ وتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية، للتخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية التي يعانيها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إعمالًا واحترامًا لقواعد القانون الدولي الإنساني.
ودعا المجتمع الدولي بالكف عن الكيل بمكيالين والضغط على القوى القائمة بالاحتلال لرفع الحصار عن قطاع غزة، وحماية المدنيين والفرق الصحية والمنشآت الصحية ومراكز الإيواء ودور العبادة، والسماح بشكل فوري وعاجل بإدخال الوقود للمستشفيات والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف.
أعربت الجامعة العربية عن تقديرها لنضال وصمود الشعب الفلسطيني، مشددة استمرار دعم الأمة العربية دولاً وشعوبًا لهذا الصمود والنضال المجيد للشعب الفلسطيني، لانتزاع حريته واستقلاله وتجسيد دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.#اليوم
للتفاصيل..https://t.co/5D0xPfc9pu pic.twitter.com/aXkqTJQI6l— صحيفة اليوم (@alyaum) November 2, 2023
صمود بطولي في غزة
وأشاد المجلس بما تقدمه الفرق الطبية في قطاع غزة من صمود بطولي في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم والتحديات الكبيرة التي يواجهونها، مؤكدًا دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، ومحذرًا من أي محاولات لتهجيره خارجها.
وقرر المجلس توسيع دائرة التواصل مع المنظمات الدولية والإقليمية لحشد الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني، وكلف رئيس الدورة الحالية "الجمهورية الجزائرية" ورئيس المكتب التنفيذي "جمهورية مصر العربية" بمخاطبة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لتكثيف جهوده من أجل تقديم كل أشكال الدعم الطبي والإنساني إلى وزارة الصحة بدولة فلسطين، والعمل على حماية المستشفيات والمرافق الصحية في قطاع غزة.
كما كلف المجلس الأمانة الفنية بمتابعة الاحتياجات العاجلة مع وزارة الصحة بدولة فلسطين، وإبلاغ وزارات الصحة العربية بها بشكل دائم، والعمل على التوصيل الفوري والآمن للإمدادات الطبية والوقود والمياه النظيفة والأغذية وغيرها من المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال معبر رفح.
وكلف المجلس الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الطلب من منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط لعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة، على هامش المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف في شهر يناير 2024.