دعا المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، المجتمع الدولي إجبار القوة القائمة بالاحتلال على احترام التزاماتها القانونية الدولية، بما في ذلك التوقف بشكل فوري عن أعمالها الانتقامية وعقوباتها الجماعية، والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى جميع المدنيين المحتاجين في غزة.
وشدد على ضرورة اتخاذ إجراء دولي عاجل من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار وتوفير وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، وفق ما دعت إليه الجمعية العامة في جلستها الاستثنائية الطارئة العاشرة في 27 أكتوبر الماضي.
جاء ذلك في 3 رسائل متطابقة، بعثها المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة أمس الخميس، إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (الصين)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن استهداف إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال-، بشكل منهجي مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء قطاع غزة المحاصر، ما أدى إلى استشهاد وإصابة مئات المدنيين الفلسطينيين والتسبب في دمار واسع النطاق.
استهداف الأطفال
ولفت منصور إلى قصف الاحتلال الإسرائيلي المتكرر لمخيم جباليا في شمال غزة خلال اليومين الماضيين، الذي أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 195 طفلًا وامرأة ورجلًا وإصابة مئات آخرين، العديد منهم بحروق وإصابات خطيرة.
إلى جانب ما لا يقل عن 120 فلسطينيًا ما زالوا في عداد المفقودين، تحت الأنقاض، والدمار الهائل الذي تسببت به الهجمات الإسرائيلية على المخيم، كذلك قصف مخيمات اللاجئين في غزة كافة، التي لم يسلم أي منها من الهجمات الإسرائيلية.
وشدد على أن الهجمات القاتلة التي ارتكبتها القوة القائمة بالاحتلال، بشكل متعمد ومنهجي، ضد السكان الفلسطينيين المدنيين، تشكل جرائم حرب صارخة ويجب محاسبة إسرائيل عليها.
وأكد أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتراجع عن مطالبته بوضع حد لجميع الأعمال الوحشية التي يرتكبها الاحتلال في غزة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، مكررًا النداءات الدائمة لحماية السكان المدنيين الفلسطينيين، وفقًا للقانون الإنساني الدولي.
غياب الحماية الدولية
وأكد السفير رياض منصور أن غياب هذه الحماية أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 9000 فلسطيني حتى الآن، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 23 ألف فلسطيني.
ولفت إلى أن هذا لا يشمل ما لا يقل عن 2000 شخص، منهم أكثر من 1000 طفل، ما زالوا مفقودين ومدفونين تحت أنقاض المباني المدمرة، مشيرًا إلى أن عدد الشهداء من الأطفال الفلسطينيين في غزة بلغ 3760 طفلًا.
وأشار إلى أن الأطفال الفلسطينيين في أنحاء فلسطين المحتلة الأخرى ما زالوا يتعرضون للتهديد جراء مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين المتطرفين هجماتهم العنيفة، ما أدى إلى استشهاد 36 طفلًا من بين 130 فلسطينيًا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
كذلك، إصابة أكثر من 1960 مدنيًا في الغارات الإسرائيلية على البلدات والقرى ومخيمات اللاجئين، بما في ذلك مخيم جنين للاجئين، إلى جانب تكثيف الاحتلال اعتقال الفلسطينيين بشكل يومي، بمن في ذلك الأطفال والشباب، خاصة الذكور، إذ اعتقلت ما لا يقل عن 872 مواطنًا بشكل إداري منذ 7 أكتوبر.
نداءات المسؤولين والمنظمات الإنسانية
وحث المندوب الفلسطيني المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن، على الاستجابة لنداءات المسؤولين والمنظمات في المجال الإنساني، والتصرف بمسؤولية لتجنب المزيد من التدهور في الوضع الحالي الخطير، وإنقاذ حياة المدنيين.
وأكد ضرورة أن تكون هناك جهود جماعية لدعم القانون الدولي وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك حماية المدنيين في النزاعات المسلحة وحماية الأطفال، والعاملين بالمجال الطبي والإنساني، والصحفيين.