يعتبر نوفمبر هو أقوى شهر للأسهم الأمريكية عند مقارنة البيانات التاريخية، حيث انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" القياسي في هذا الشهر مرة واحدة فقط خلال الـ 11 عامًا الماضية، وكان ذلك في عام 2021. أما بالنسبة لمؤشر داو جونز، فقد ارتفع مؤشر الأسهم القيادية بأكثر من 1٪ في المتوسط في نوفمبر على مدار الـ100 عام الماضية، كما تظهر بيانات المؤشرين، وهو ما دعم انتشار حالة من التفاؤل الكبير بنن مستثمري الأسهم الأمريكية في شهر نوفمبر الجاري أيضاً، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
وقالت الشبكة: "تبدو الأمور واعدة بالفعل بالنسبة للسوق في نوفمبر 2023، فبعد يومين من التداول في شهر نوفمبر. ارتفع مؤشر S&P 500 يوم الخميس بنسبة 1.9٪ ليسجل أفضل مكاسبه ليوم واحد منذ أبريل. وأضاف مؤشر داو جونز 1.7%، وهو أفضل مكسب يومي له منذ يونيو".
تحركات الفائدة لدى الفيدرالي
يبدو أن المستثمرين متفائلين أيضاً بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة هذا العام، بعدما توقف البنك المركزي يوم الأربعاء للاجتماع الثاني على التوالي، تاركًا سعر الإقراض القياسي عند أعلى مستوى له منذ أكثر من 22 عامًا.
وتتوقع الأسواق بنسبة تقارب 80٪ أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يبقي أسعار الفائدة ثابتة مرة أخرى في اجتماع السياسة الخاص به في ديسمبر، ويقوم ببدء التخفيضات على سعر الفائدة في وقت مبكر من شهر مارس، وفقً لمنصة "سي إم إي فيد ووتش". وذلك على الرغم من تحذير رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء من أن البنك المركزي لم يفكر بعد في خفض أسعار الفائدة.
انخفاض عائدات السندات الأمريكية
كما ساعد انخفاض عائدات السندات أيضًا على ارتفاع الأسهم بعد أن توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي مؤقتًا. وانخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات يوم الخميس إلى 4.67%، مقارنة بإغلاق يوم الأربعاء البالغ 4.79%، وهو أقل بكثير من مستوى 5% الرئيسي الذي اخترقه الشهر الماضي. وقد يكون انخفاض أسعار النفط – الذي انخفض بنحو 3% هذا الأسبوع – عاملاً داعمًا آخر.
وقال المحلل الاستراتيجي جورج سميث: "ربما أدت ثلاثة أشهر متتالية من ضغوط البيع على السندات إلى اقتراب الأسهم من مستويات التشبع في البيع". وبشكل عام ارتفع مؤشر S&P 500 بمتوسط 6.7% في الفترة من نوفمبر إلى أبريل منذ عام 1990، وفقًا لبيانات "فيد ووتش".
رياح عكسية أمام صعود الأسهم
لكن رغم ذلك، يقول مايك ويلسون، كبير استراتيجيي الأسهم الأمريكية في بنك مورجان ستانلي، إن فرص الارتفاع في الربع الرابع قد تراجعت، مشيرًا إلى تعثر ثقة المستهلكين والشركات، وتضييق اتساع السوق والتأثيرات المتأخرة لأسعار فائدة بنك الاحتياطي الفيدرالي باعتبارها بعض التحديات التي يعتقد أنها تفوق الصعود الموسمي.
وكتب في مذكرة بتاريخ 29 أكتوبر الماضي: "ما زلنا نتوقع بلوغ الهدف الطويل الأمد لنهاية العام لمؤشر ستاندرد آند بورز 500" عند 3900 نقطة. فيما أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يوم الخميس عند حوالي 4318 نقطة.
واختتم: "لا يجب أن نستبعد أيضاً المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية الفريدة المحيطة بسوق الأسهم هذا العام، والتي يمكن أن تضيع التفاؤل الموسمي وتستبدله بهبوط غير مسبوق في مثل هذا الشهر".