Fahad_otaish@
- لا شك أن الآباء والأمهات بل والمعلمون أيضاً يواجهون تحديات في تربية الأبناء هذه الأيام لم تكن موجودة من قبل، مما جعل هذه المهمة أكثر صعوبة وأكثر حاجة للحذر في التعامل مع هؤلاء الأبناء وصولاً إلى التنشئة الصالحة التي نتطلع إليها جميعاً آباء وأمهات ومربين، ولعل طريقة الحياة المعاصرة هي التي تسببت في هذا الموقف الذي بات يتطلب من الآباء والأمهات أن يكونوا على وعي بكثير من الأمور التي ينبغي تجنبها في التعامل مع أبنائهم وكذلك بالأساليب التي ينبغي اتباعها في هذا التعامل بما يجعلهم دائماً في موقع التأثير على هؤلاء الأبناء الذين باتت تتجاذبهم كثير من المؤثرات الإنسانية والاجتماعية تارة والتكنولوجية تارة أخرى .
- ولأن هذه المؤثرات وخاصة التكنولوجية التي تقوم على الذكاء الاصطناعي هي الأكثر جاذبية للأبناء والأكثر تشويقاً بما تتيحه لهم من اللهو واللعب وتقمص الشخصيات الأسطورية وكذلك بما تزينه لهم من التصرفات التي لم يعتد عليها مجتمعنا والتي تقوم هذه الوسائط بتزيينها وتسويقها على أنها ليست طبيعية فقط، بل إنها أكثر حضارة وتحرراً وصولاً بالبعض –لا سمح الله- إلى اعتناق أفكار بعيدة كل البعد عن مجتمعنا وتتنافى مع عقيدتنا وعاداتنا وما تربت عليه أجيالنا، فلم تعد الملابس الغربية والتقليعات العجيبة هي فقط من يلجأ بعض الأبناء إلى تقليدها والاهتمام بها، بل إن الأفكار الغربية العجيبة أيضاً هي التي أخذت تتسلل إلى عقولهم وتوجه بعض تصرفاتهم، وهنا يجيء دور الوالدين والمؤسسات التربوية بدءاً بالمدرسة والجامعة وصولاً إلى وسائل الإعلام وغيرها التي لابد أن تحسن التصرف في مواجهة ذلك- وحسن التصرف لا يكون بالعصبية والإفراط في التأنيب والتوبيخ والمبالغة في المنع والصد؛ لأن ذلك يؤدي في أكثر الأوقات إلى العناد والإصرار خاصة من قبل الأبناء الذين هم في سن المراهقة لإحساسهم المفرط في تقدير الذات، وأهمية استقلال شخصياتهم وامتلاكهم الحرية في التصرف واتخاذ القرار، وهنا يجيء دور القدوة أولاً ثم التروي والمرونة والتحفيز الإيجابي والسلبي والحكمة في التعامل والتدرج وترشيد استخدام التقنية ومشاركة الأبناء في اتخاذ القرارات الخاصة بهم وجعلهم يحسون بالتقدير والاحترام لآرائهم هذا بالنسبة للآباء والأمهات، كما أن إعطاء الأبناء في المدرسة الأدوار وتحميلهم المسؤوليات التي تكشف قدراتهم ومواهبهم وتنمي لديهم روح القيادة واتخاذ القرار وحرية التفكير الإبداعي من أنجع الطرق التي تحقق الأهداف التي تجمع بين الأسرة ومؤسسات المجتمع كافة في المحافظة على الجيل الناشئ ووقايته من المؤثرات السلبية، والمحافظة على مستوى تأثير مؤسسات المجتمع في سلوك الأبناء والنأي بهم قدر الإمكان عن المؤثرات السلبية وصولاً إلى الجيل الذي نعده كما نريد لصناعة مستقبله والمساهمة في بناء وطنه.
- لا شك أن الجهات المنوطة لها هذه المهام تعمل جاهدة على وضع الخطط وتهيئة الظروف وصولاً إلى ذلك، ويبقى على كل منا أفراداً ومؤسسات أن يقوم بواجبه لتحقيق ذلك .