كما هو متوقع واستجابة لـ«الأحباب»، لم ينكفيء حزب الله عن الرمي بثقله في معركة «وحدة الساحات» الفلسطينية واللبنانية، وخاض حسن نصرالله أمين الحزب، يوم الجمعة، معركة «تلفزيونية» شرسة لكنها أقل عنفاً من معارك أوقات الفراغ.
وكما هي عادة أذرع الحرس الثوري في التهويل وضجيج البروبغندا، روجت لـ«خطاب السيد» وأوحت أنه كلمة الفصل وإعادة كتابة التاريخ.
ولأن المعركة في غزة حامية وآلة الحرب الوحشية تشوي الأجساد، ولان حاملات الطائرات الأمريكية قريبة من شواطيء لبنان، لم يكن الخطاب صاخباً .
ويبدو أن نصرالله تلقى تعليمات من طهران بضرورة أن يتنصل من الموضوع وأن «تلبس» حماس وحدها المسئولية، مثل كل مرة، وألا يرعد ويزبد ويهدد، لأن الملالي قد اخذوا تهديدات إسرائيل وأمريكا على محمل الجد، بأنه لو توسعت الحرب فإن ذلك قد يشمل إيران نفسها .
وجوهر خطاب نصرالله، أنه ليس له علاقة بعمليات حماس، وأنه لا يوجد شيء أسمه «وحدة الساحات» وأن فلسطين مجرد شعار وتوظيف لغايات أخرى، وأنه لن يخوض الحرب وأن المائة ألف صاروخ مخزنة لحاجة المصالح الإيرانية، وأن إيران لا علاقة لها بالميليشيات التي تصرف عليها ثروات الإيرانيين الفقراء، وأنه لا يمكن تدمير إسرائيل بسبع دقائق (كما قال أحد قادة الحرس الثوري)، مع إضافة بعض البهارات لتغطية الخنوع بآيات قرآنية وبالقول أن الاحتمالات مفتوحة، وبتذكير ذوي الضحايا أن أطفالهم وأحبابهم أرسلوا إلى الجنة، «حيث لا يوجد استكبار أمريكي» فلا يحزنوا، وعليهم شكر حزب الله وحماس على هذا الجميل. فلولا تحريضات وتخطيطات حزب الله وتهورات حماس، لما أرسل عشرة آلاف من الغزاويين إلى «الجنة» في 25 يوماً فقط.
وردد حسن نصرالله القول السخيف أنه بسببه، لم تدفع اسرائيل بكل قواتها إلى غزة، وقدم معلومة قديمة، وهي أن العدوان الإسرائيلي مدعوم من أمريكا، وهي معلومة يعرفها العرب والعالمين، منذ أن كان نصرالله طالباً في كتاتيب النجف .
- وكما هو متوقع، بدأ النفخ الحزبي، وردد «الهتيفة»، شعارات «لبيك يا نصرالله» للتغطية على خطاب الخنوع الهزيل .
وتر
بعدد ملايين الضحايا الفلسطينيين
وملايين الثكالى والدموع
يكسب المتاجرون ملايين الدولارت
وملايين الأكف المصفقة،
وملايين خطابات الخداع
والسوق نشطة ما دام يوجد نتنياهو ونصرالله وآخرون
@malanzi3