- الإعلام نافذة يُشاهد منها العالم، و له الدور الأكبر في توجيه القرار و تسليط الضوء على الآراء المتباينة وعرض مجمل أخبار الطوائف والديانات والأحداث، منذ قرابة المائتين عام عند إصدار أول صحيفة عربية، كان الدور الأكبر لها كونها تعرض الأخبار الجيدة والمُسيئة أحياناً بين ( مُكرٍ و مُفر) متبادلةً أطراف الأفكار ذات التوجه المتحيّز.
- لذلك باتت قضية الاختلاف في الديانات والطوائف في الإعلام هي قضية مسؤولية اجتماعية بحتة تنبع من توجه الصُحف وأصحاب المصالح في نشر خطاب الكراهية إعلامياً في سبيل خدمة اجندة يسيرون وفقها، أحياناً يظنون بأنهم متخفّون وراء ستار و هم واضحين كوضوح الشمس .
- في زمنٍ أصبح فيه الكل حاملاً للعِتاد يمتلكُ منبراً من هاتفه، يبني ويهدم من الأفكار قصوراً أو ملاجئ لأصحاب الرؤى الهدّامة، باتت ثقافة الحوار شبه معدومة والتطرف والكراهية مُعلنة عبر خطاب يُلقى أمام العلن و المُتلقي صامتاً ولا دور له سوى المُشاهدة.
- و لأن الإعلام السعودي أصبح نقطة إرتكاز العالم، أصبحت كتابتنا بلغة رؤية السعودية 2030 التي تبنت العديد من المبادرات و المراكز لنشر السلام في العالم أجمع، أبرزها المركز العالمي “إعتدال” لمحاربة الفكر المتطرف، و مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان، و يأتي ذلك لتعزيز الأهداف الإنسانية النبيلة التي تسعى المملكة العربية السعودية إلى تحقيقها إسهاماً منها في إقرار السلام العالمي ونشر ثقافة الحوار والاعتدال ونبذ خطاب التطرف، مما شكل قيمةً مُضافة و نهجاً إنسانياً للتواصل بين الشعوب و ترسيخ لقيّم التعايش والتضامن الإنساني المشترك و مناهضةً لخطاب الكراهية والتطرف للوصول لحياة تُمكن البشر من العيش عليها آمنين بلا ذُعر واضطراب و وضع حد لإساءة استخدام الدين لتبرير القهر والعنف والصراع.
- الكل مسؤول و الكل يمتلك القدرة لتوقيف خطاب الكراهية سواء كان على الصعيد الشخصي البسيط بين شخصين، أو كان على صعيد الإعلامي الصريح امام الملأ، في الثورات والحروب جاءت بعض خطابات كراهية مُحرضةً و مخادعةً لتجنيد أصحاب الأقلام والعقول المأجورة، فلا تستهين ببضع الكلمات فالأفكار تُبنى عَبر قانون قوة التكرار.
- ختاماً لنا دور كبير في التأثير على الإعلام والأخبار والمواضيع كوننا نمتلك المنبر و قادرين على جذب ونبذ كل ما نشاهده، فلا نؤخر دورنا و تأثيرنا ولا نحسب أننا جُرُمٌ صَغير، و بنا أنطوى العالم.