تعيش أسواق النفط حالة من الاضطراب بعد نهاية أسبوع شهد تراجعاً نسبياً وتقلبات كبيرة، حيث بلغ خام برنت عند 84.89 دولارًا للبرميل بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط 80.51 دولاراً للبرميل، وفق ما ذكرت منصة إف إكس ستريت الأمريكية. وتراجع النفط على أساس أسبوعي بـ6% ويمكن أن يعزى انخفاض الأسعار إلى التفاعل المعقد بين البيانات الاقتصادية والتطورات الجيوسياسية التي زرعت حالة من عدم اليقين بين المشاركين في السوق.
إشارات متضاربة في سوق النفط العالمية
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.92 دولار بما يعادل 2.3 % إلى 84.89 دولار للبرميل في حين هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.95 دولار أو 2.4 %إلى 80.51 دولار للبرميل.
كما انخفضت أسعار النفط أكثر من 2 % فقط في آخر جلسات الأسبوع الماضي مع تبدد المخاوف إزاء حالة التوتر في الشرق الأوسط بينما زادت بيانات الوظائف التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) قد انتهى من دورة التشديد النقدي، وهو ما يشير إلى تنامي دور التفاعلات والعوامل الاقتصادية على التفاعلات السياسية مع تراجع وقتي لشبح توسع الحرب.
الأسواق تصب تركيزها على «أوبك»
تحول الأسواق بوصلة تركيزها إلى قرارات منظمة «أوبك بلس» بخصوص الإمدادات. وبالنسبة للعرض من السوق الكبيرة التي تقودها السعودية دوليًا، أشار المراقبون إلى أن المملكة على الأرجح ستواصل عملية الخفض الطوعي الإنتاجي بمليون برميل يومياُ حتى ديسمبر، بسبب حرصها على استمرار توازن السوق.
توقعات أسعار الفائدة وعلاقتها بالنفط
وفي الولايات المتحدة، أشار تباطؤ نمو الوظائف لشهر أكتوبر بإضافة 150 ألف وظيفة جديدة فقط والذي يعد رقم أقل من التوقعات إلى تباطؤ محتمل في سوق العمل.
وقد أدى ذلك إلى تكهنات حول مسار سعر الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي حيث يراهن الكثيرون الآن على نهج أكثر حذراً لرفع أسعار الفائدة. وقد يتجه بنك الاحتياطي الفيدرالي لقرارات أقل قوة ودعماً أضعف للدولار وهو عامل إيجابي تقليدي لأسعار السلع الأساسية بما في ذلك النفط.
الشرق الأوسط والصين
من وجهة النظر السياسية، تراجعت المخاوف السابقة المتعلقة بالإمدادات من الشرق الأوسط. وعلى الرغم من التوترات المستمرة تكيفت السوق دون انقطاعات حادة في تدفق النفط.
وفي الوقت نفسه، رسمت المؤشرات الاقتصادية في الصين صورة مختلطة حيث أظهر نشاط قطاع الخدمات نمواً هزيلا في حين انكمش التصنيع بشكل غير متوقع.
وبما أن الصين مستهلك رئيسي للسلع الأساسية فقد ألقت هذه التطورات بظلالها على توقعات الطلب العالمي.
مخزونات أمريكا
وحقق التقرير الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة (EIA) مفاجأة أخرى مع ارتفاع مخزونات الخام والبنزين الأمريكية. وتأتي هذه الزيادة على الرغم من دخول المصافي في أعمال الصيانة الموسمية، مما يشير إلى صورة طلب مختلفة. ومن الجدير بالذكر أن تراكم مخزونات البنزين كان أقل حدة مما كان متوقعا، في حين انخفضت مخزونات نواتج التقطير، مما يشير إلى ارتفاع موسمي في الطلب على زيت التدفئة.
توقعات أسعار النفط
من المرجح أن تركز معنويات السوق على المزيد من البيانات الاقتصادية والفروق الدقيقة مع تركيز كل الأنظار على الخطوة التالية لتقرير ما بعد الوظائف من بنك الاحتياطي الفيدرالي. ويشير مسار أسعار النفط رغم التقلبات الصاعدة والهابطة، إلى اتجاه صعودي عام حيث سبق وتوقع البنك الدولي تجاوز سعر البرميل ال100 دولار وربما ال150 دولار إذا تصاعدت نذر الصراع بفعل الحرب التي تشنها قوات وغارات الاحتلال.