@hana_maki00
- اللص الرقمي صاحب احدث عمليات التحايل العصرية، والتي وصفها القاضي بأنها « أكبر عمليات الاحتيال المالي في التاريخ الأمريكي» بلغت 10 مليارات دولار، إنه صموئيل بانكمان فريد الذي يعرف بـ(سام بانكمان) وفي امريكا (SBF)، سبق وإن كتبت عنه في مقال «مشاريع الوهم وضياع الثروات» في بداية أزمته.
- ادين صاحب شركة (FTX) بورصة العملات المشفرة، بسبع تهم وهي: تهمتين بالاحتيال الإلكتروني، وتهمتين بالتآمر للاحتيال الإلكتروني، وواحدة بالاحتيال في الأوراق المالية، وأخرى بالاحتيال في السلع الأساسية، والأخيرة بالتآمر لغسل الأموال. وتتراوح عقوباتها بين 5 الى 25 عام.
يبدو أن بانكمان لا يزال يعيش دور البريئ الذي اشتهر به، وخلال المحاكمة الاخيرة، كان جوابه على الاسئلة «لا اتذكر، لا اعلم أن ذلك خطأ أو جريمة يعاقب عليها» ملقي بالتهم على معاونيه في وسيلة منه للخروج مما اقحم نفسه فيه، فكان يستخدم هذا الشخص الذي اهمل نفسه وبشعره الاشعث وابتسامته اللامبالية ولباسه المهترأ علها تشفع له.
- اجزم اننا اجيال تربينا على افلام نتقن فهم سيناريوهاتها، تستخدم الحبكة لتوجد الحلول، افلام الاكشن والجريمة وانتصار الخير على الشر، كلها يتم استخدامها في الواقع اليوم، وابرزها افلام الاحتيال التي ازدهرت في التسعينات، حين تقرأ عن قصة احتيال بانكمان يمكنك تخيلها فهي تشابه كثيراً افلام هوليود عن الاحتيال ولكن بوسائلها الحديثة طبعاً، وقد اتقن الدور، ولكن يمكن فهمه، لذا فإن تحايله في المحكمة لم ينفع.
- ان شكله الخارجي الذي لفت انتباهي، كان دليل ضده وشهد عليه زملاءه، واستخدمه ممثلو الادعاء كدليل على تورط بانكمان باستخدام أسلوبه الشخصي، معتبرين أن «شخصيته الغريبة والمتخصصة في التكنولوجيا كانت جزءًا من خدعة أكبر» فكان يوهم المحيطين به ببساطته ليطمئنهم وينفي عن نفسه الجشع والتآمر.
وإن نفى بانكمان أن يكون شعره الأشعث وسرواله القصير المتواضع جزءًا من شخصية مصممة بعناية لجذب العملاء والمستثمرين، مرجحاً أنه لم يقص شعره لأنه كان مشغولاً وكسولاً، فقد استُشهد بمقابلة قديمة له في صحيفة نيويورك تايمز قال: «أعتقد بصراحة أن قص شعري هو قيمة سلبية بالنسبة لي. أعتقد أنه من المهم أن يعتقد الناس أنني أبدو مجنونًا.» أذن انها جزء من عملية الاحتيال المستمرة التي لعبها باتقان ليحكم قبضته على ما يجنيه من تحايله.
- ما اردت قوله من كل ذلك أن بانكمان الذي يطلق عليه (قطب وامبراطور وملك العملات المشفرة ومؤسسة بروصتها)، و»بقصة نجاحه القصيرة» في هذا المجال «الوهمي» قد أثبت وأكد أن العملات المشفرة ليس صناعة يمكن الاستثمار فيها على الاقل في هذا الوقت، وأن كان ذلك ممكناً فهو سبيل الى احتيال يحين وقت قطافه لا محال، فكل المضاربين والمستثمرين فيه من غير العاملين به هم عرضة لهذا الاحتيال.
فالحيلة هي ذاتها القديمة التي تأخذ منك اموال وتعزز دعاياتها باعطاءك اموال مستثمر آخر كفوائد مضاعفة، حتى تأتيه بمستثمر جديد ليزدهر العمل ويتم النصب.
- «بيع الوهم» هذه اسهل عملية نصب واكثرها جشعاً، وجب التعامل معها بقوانين تسن بمقاييسها مهما اختلفت وسائلها، فقد ارتقى اسلوب المحتالين بتمثيل ادوار يدرسونها جيدا في هذا العصر.