- حين انتهى السائح السعودي أبو فيصل من ترتيب جلسته وبدأ مع اصدقائه مراسم "الكشتة" في متنزه عام مخصص للتخييم في ولاي فلويريدا في أميركا، استدعاه رجل أمن مكلف بمراقبة المنطقة وطلب منه تغيير موقع جلستهم، لأنه مخالف بالنظام، ليمتثل أبو فيصل للتعليمات مباشرة، ولكن وبعد مدة قصيرة من ذلك عاد ذات الشرطي مرة ثانية وطلب من ابي فيصل إبعاد السيارات التي كانت مستخدمة من قبل أعضاء الكشتة عن موقع الجلوس وذلك لدواعي السلامة وهو طلب تم تنفيذه وسط رضا تام من أبو فيصل ورفاقه.
- ولكن وفي المرة الثالثة جاء الشرطي، ليحذر من الطبخ إلا وفق الشروط التي تنص عليها الأنظمة الأميركية، وفي هذه المرة أيضاً يحافظ أبو فيصل على لباقته المعهودة ويقول للشرطي وهو يبتسم بانجليزيته البسطية، "أبشر، حاضر طلباتك منفذة" .. وبعبارة شعبية قال للشرطي "على خشمي"، ليتفاجأ هذه المرة بردة فعل الشرطي من نوع "عليه الشحم" إذ سارع الأخير بالاعتذار عن طلباته المتكررة متمنياً لأبو فيصل ورفاقه "كشتة" سعيدة .. كما أبدى الشرطي خجله من نفسه أمام دماثة خلق السائح الأجنبي في المرات الثلاث.
- حين روى لي أبو فيصل هذه القصة قفز إلى ذهني مجموعة من حوادث الاعتداء المؤسفة التي تعرض لها سواح سعوديون وعرب خارج بلادهم.. وكانت شرارتها الأولى مسبباً بسيطاً مثل الجدال مع نادل في مطعم أو ذات الأمر مع سائق تاكسي أو متسوق من السكان الأصليين، في حين كان يمكن يجري تجاوز الموقف بكلمة من نوع "أبشر، حاضر" أو بالتغافل كأضعف الإيمان.
- في الختام اتذكر بأننا كنا نقرأ ونحن صغار عبارة أن "القيادة للسيارة .. فن وذوق وأخلاق" .. وبرأيي الشخصي بأن السياحة الخارجية أيضاً لها آداب مشابهة .. وذلك حتى لا تنتهي بحادثة مؤسفة أو لا تحمد عقباها.