- في مصر يقولون ( بطلوا ذا واسمعوا ذا )، القصد اتركوا عنكم الاستماع لما هو غريب وتعالوا استمعوا لماهر أغرب، هذا المثل ثار في ذهني عند اليوم العاشر للحرب على الفلسطينيين في غزة، حيث في هذا اليوم كما يعرف الجميع بدأت الأمور تدخل في الاحتمالات الصعبة وربما الصعبة جداً.
- أحد المخاطر التي كثر التحذير منها هو التدخل الإيراني في الصراع بعد أن قال وزير الخارجية الإيراني أن تطور الأوضاع السيئ في المنطقة يجل الأيدي على الزناد، لكن هذه الإشارات مسحت بشكل كامل عندما قال مندوب إيران في الأمم المتحدة : « إن لم تهاجمنا إسرائيل أو تهاجم مصالحنا لن نتدخل في الصراع « هذه الجملة الواضحة تؤكد أنه بإمكان إيران أن ترسل بوجهة النظر هذه إلى إسرائيل بطريقة أو بأخرى، ولكن ربما ونظراً للتصعيد فضلت إيران التصريح بهذا الوضوح عن طريق مسئول رسمي دولي يمثل إيران في منصة أممية مهمة.
- الذي قد يجعلنا نتعجب كمراقبين هو أن الإيرانيين لا يَرِف لهم جفن كما يقولون بمعنى أنهم يقولون لاتباعهم وأدواتهم في المنطقة شيئ ويعلنون مواقفهم الرسمية للجهات الفاعلة، والقادرة اقليمياً ودولياً من أجل الحفاظ على وجودهم، وفي ذات الوقت من أجل الاستمرار بتحريك الأتباع والأذرع، لكن إلى نقطة معينة لا تصل إلى درجة أن يواجه الإيرانيون إسرائيل، أو من يقف خلف إسرائيل والمقصود هناك مواجهة أمريكا بشكل مباشر.
- التعليق الإيراني الذي لفت أنظار الكثيرين تصريح لا أعرف ماهو السياق الذي قيل فيه، لكنه على العموم جاء على لسان الرئيس الايراني حيث قال الرجل في ذات اليوم العاشر من حرب إسرائيل على غزة، : الفصائل الفلسطينية تتخذ قراراتها بنفسها، هذا القول ومن الرئيس الايراني يأتي في منظور معروف إعلامياً يسمى بنفي المثبت أي أن بعض الجهات السياسية عندما تنفي أمر ما في في الواقع تؤكد نقيضه، الأدهى والأمر أن بائعي الجرائد المهترئة على أرصفة شوارع طهران، يعرفون أن من يتخذ القرارات عن ما يسمى بأذرع إيران هم الإيرانيون وخاصة قادة الحرس الثوري.
- التصريحات الإيرانية الغريبة، والعجيبة، تجعل من بقي ممن يعتقدون بأن إيران هي الداعم للمقاومة، والممانعة فهو يبيع عقله، وتفكيره بالمجان.. اللافت أن بعض التصريحات لا داعي لها، بمعنى لن تغير شيئاً من وعي الناس، والدول العارفين ببواطن الأمور.