الاحتيال مهنة امتهنها أناس كثر منذ قديم الزمن، ولعل أشهر وأقدم المحتالين عبر التاريخ الحديث هو تشارلز بونزي، حيث تمكن هذا الرجل بين عامي 1918 و1920 من الاحتيال على آلاف الأشخاص وجمع 7 ملايين دولار قبل أن يلقى القبض عليه، حيث كان يبيع قسيمة خاصة بالبريد تستخدم لشراء الطوابع في أي بلد في العالم، بحيث يمكن شراؤها من بلاد ذات عملة ضعيفة، وبيعها في بلد ذات عُملة قوية لتحقيق ثروة من فرق السعر، وكان قد وعد العملاء بتحقيق عوائد تصل إلى50 %، إلا أنه فشل في ذلك بسبب عدم وجود قسائم كافية توفرالعوائد التي وعد بها، لذلك أصبح يدفع عوائد المستثمرين القدامى من أموال المستثمرين الجدد حتى انفجرت الفقاعة.
- لقد تطور الاحتيال عبر السنين الماضية، إلى أن أصبح في وقتنا الحاضر يُدار عبر مؤسسات وشركات كبرى، وساهم ظهور الإنترنت والبريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي في تطوره، فبحسب أليسون روز، الرئيسة التنفيذية لبنك نات ويست، أن ثلاثة ملايين شخص في المملكة المتحدة كانوا ضحايا للاحتيال في عام 2022، ويقدر بنك «نات ويست» بأن، 60٪ ، من عمليات الاحتيال نشأت على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التكنولوجيا .
- والاحتيال له أنواع عديدة، منها ما يكون، عبر رسائل التصيد الإلكتروني، حيث يستخدم المحتالون رابطاً يرسل للضحية عبر بريده الإلكتروني أوعبر «الواتس آب»، أوغيرها من الوسائل، ويطلب منه الضغط على الرابط، وبمجرد ضغطة زر، تتحول معلوماته الشخصية لذلك المحتال، ولا يَقُل أحَدُنا أنه حريص، فالحريص يُؤتى أحيانا من حرصه.
- أما النوع الثاني، فيكون عبر تزوير الصفحة الرئيسية لموقع ما، سواء كان حكومياً أو أهلياً، بحيث يظن الضحية أنه قد دخل على موقع حقيقي، ولكن في حقيقة الأمر أن الرابط قد قاده وبشكل غير مباشر إلى موقع احتيال، ليتم من خلاله حفظ بيانات الضحية، ثم يقوم الهكر بطلب تزويده برقم التحقق لإكمال الخطوات، وعند ذلك كما يقال راحت فلوسك يا صابر.
- وهناك التلصص، حيث يقوم الهكربالجلوس بالقرب من الضحية، وهو يعمل على جهازه اللوحي أوالمحمول، ويقوم باختلاس النظر إلى شاشته، ليتمكن من سرقة بعض المعلومات المهمة للاستفادة منها لاحقاً، ومنها أيضاً أن يترك أحدهم جهاز ذاكره (فلاشميموري) في مكان ما ليقوم أحدهم بأخذه واستخدامه وبذلك يكون قد سمح للهكر بالولوج إلى جهازه، أوعبر الاتصال به وانتحال أنه يمثل جهة خدمية، ويطلب منه بعض المعلومات الشخصية.
- الأمثلة كثيرة في ذلك، لذا وجب علينا أن نكون حذرين قدر الإمكان، وأن نتعاون مع بعضنا البعض في كشف هاؤلاء والتحذير من خطرهم.
azmani21@