انطلقت الجلسة الحوارية الثانية لمنتدى الأسرة السعودية، للحديث عن الأمن السييراني للأطفال وأهم التجارب والممارسات المحلية والدولية. مع د. هيا المقوشي مستشار بالهيئة الوطنية للأمن السيبراني، ود. سعد بن عواض الحربي وكيل وزارة التعليم للبرامج التعليمية، أ. د. أماندا ثيرد أستاذ باحث بمعهد الثقافة والمجتمع.
وقالت المستشار بالهيئة الوطنية للأمن السيبراني، د. هيا المقوشي، إن مفهوم حماية الأطفال في العالم السيبراني يتضمن جوانب توعوية وتمكينية هامة، فمن الجانب التمكيني، نعمل على تطوير مهارات الأطفال اللازمة، حيث تم التنسيق مع وزارة التعليم لتأهيل المعلمين والمعلمات لنقل المعرفة للطلاب والطالبات وتوعيتهم بأهمية التعامل بطرق آمنة مع الفضاء السيبراني.
وأضافت: "تُشير دراسة أجريت على ٢٤ دولة و ٤٠ ألف من أولياء الأمور، إلى أن شريحة كبيرة من أطفالنا في الشرق الأوسط ممن هم بين عمر ٨ إلى ١٧ سنة، يستخدمون الإنترنت بشكل يومي، و٧٧٪ منهم يستخدمون الإنترنت لفترة ٣ إلى ٥ ساعات يومياً".
وبحسب "المقوشي" أشارت الدراسة إلى أن ٧٢٪ من الأطفال تعرضوا لتهديد سيبراني واحد على الأقل، وتراوح هذا التهديد بين التعرض لمحتوى غير ملائم والتحرش الجنسي.
إعداد الطلاب للمستقبل
وقال د. سعد بن عواض الحربي، وكيل وزارة التعليم للبرامج التعليمية: لدينا أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة، 54.4% منهم يستخدمون الإنترنت، ونسبة كبيرة منهم يتعرضون لمخاطر الفضاء السيبراني، ما يدفعنا لبذل المزيد من الجهود لحمايتهم.
ولفت إلى أنه في وزارة التعليم نهتم بإعداد الطلاب للمستقبل وتنمية شخصياتهم وحمايتهم من أي مخاطر قد يتعرضون لها خلال مسيرتهم التعليمية، ونعمل على مراجعة وتحديث البرامج التعليمية انطلاقًا من أهداف برنامج تنمية القدرات البشرية المنبثقة من رؤية السعودية 2030.
ونوه إلى أن الأسرة في مقدمة شركائنا لتنمية مهارات الطلاب، ونهدف لتحقيق أعلى مستويات التكامل والتعاون بين المدرسة والأسرة لحماية وسلامة الطلاب عند استخدامهم الإنترنت، حتى نصل لمجتمع حيوي وآمن.
حماية الأطفال عبر الإنترنت
من جانبها قالت أ. د. أماندا ثيرد، باحثة بمعهد الثقافة والمجتمع - سيدني: أن حكومة المملكة تستثمر كثيراً في رعاية الأطفال وسلامتهم، ومنها إطلاق الإطار الوطني لسلامة الأطفال على الإنترنت الذي يعد خطوة مهمة لحمايتهم على المستوى الرقمي.
وأضافت من أهم التحديات التي تواجه الدول في الوقت الراهن حماية الأطفال عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، التي قد تؤدي إلى إصابتهم بالقلق والأذى النفسي، لذا علينا أن نوفر بيئة داعمة لسلامتهم.
وأبانت المملكة تشهد موجات من التحول الرقمي المتسارع، والأطفال يتأقلمون مع العالم الرقمي بشكل أسرع وأكثر مرونة، وهناك فوائد كبيرة مرجوة من ذلك لفتح آفاق المستقبل أمامهم.
وعي الأباء
وقالت د. فاطمة بنت يوسف العقيل، أستاذ مساعد بجامعة الملك سعود، مستشار في الأمن السيبراني: لابد أن يعي الآباء والمربون أهمية التقنية، والاستفادة منها، ومعرفة كيفية التعامل معها لمواكبة العصر الحاضر والذي يربط الفضاء السيبراني بالمستقبل وآفاقه الواسعة. كما ينبغي عليهم اتخاذ خطوات واضحة في مراقبة وتوجيه الأبناء للاستخدام الأمثل للإنترنت.
ولفتت مما لاشك فيه أن تبني التقنية على المستوى الدولي قد تزايد بشكل كبير، حيث ترتبط معظم الأجهزة في المنزل بالإنترنت، وقد أشارت الدراسات الأخيرة إلى أن ١ من كل ثلاث مستخدمين للإنترنت هو طفل، كما أن ١٥٪ من المراهقين يتعرضون للتحرش في الفضاء الرقمي.
وأشارت الى أننا نعول كثيراً على مفهوم الرقابة الذاتية، حيث لا يمكن الاعتماد بشكل كامل على الدور الحكومي لوحده في حجب المواقع وتقييد المحتويات غير الملائمة، لذا فإن المسؤولية تمتد إلى الوالدين والمسؤولين والأفراد للرقابة وتقديم التوجيه اللازم للحماية من مخاطر الفضاء الرقمي.
وقال د. سلطان بن مسفر الغامدي عميد الكلية التقنية للاتصالات والمعلومات، مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية CYBERKIDS SA: في جمعية الأمن السيبراني للأطفال أطلقنا العديد من المبادرات بالنظر إلى التجارب العالمية المتميزة، وهدفنا تعزيز حماية المجتمع ككل وليس الطفل فقط، وقد دربنا آلاف الأبناء وأولياء الأمور على التعامل الأمثل مع قضايا التحرش والتنمر الإلكتروني وغيرها .
وأضاف نركز في جمعية الأمن السيبراني للأطفال على إنشاء جيل مثقف سيبرانيًا من خلال العديد من المبادرات والورش وتكثيف الجهود في هذا الشأن، وتعزيز الإيجابيات وتجنب السلبيات، ونتمنى أن تصل جهودنا إلى كل طفل في وطننا الغالي .
ولفت نعمل على توفير محتوى توعوي يجعل عقل الطفل جدار الحماية الأول فيما يخص الأمن السيبراني، وإشراك الإطفال في الدورات التدريبية والمنتديات كمدربين، حيث اكتشفنا من خلال تنظيمنا لهاكثون عام 2020 أن لدينا مجموعة متميزة من الأطفال هم سفراء الجمعية الآن .