@ghannia
- مع كل الإحترام ليوم الإدخار العالمي الذي يوافق 31 أكتوبر من كل عام إلا أنه لو كان رجلاً لرأيته يبكي في الزاوية !! « فالمشاخيل « !! والتي مفردها «مشخال» في اللهجة المحلية هي آلة من آلات الطبخ تستخدم للتصفية ولايمكنها الاحتفاظ بما تحتويه وبخاصة إذا اتسعت فتحاتها، والمشاخيل لايمكنهم مواكبة هذا اليوم اللطيف ! حيث أنهم «يشخلون « المال شخلاً ! والحقيقة لم أجد وصف للمسرفين سوى هذا الوصف الذي كان يتردد كثيراً على لسان أمي رحمها الله وهي تستمتع بوصفنا فيه على اختلاف درجاتنا في «الشخل»!! فهذه المفردة العجيبة تصلح لوصف كل من لايطيق الإحتفاظ بمالديه من مال أو أخبار وأحاديث.
- وفي قصص بدايات الأثرياء الكثير من الدروس الملهمة بعد أن اتخذوا الادخار أسلوب حياة، وأصبحوا اليوم «يلعبون بالفلوس لعب «!! وحق لهم ! لكن عندما يلعب أصحاب الدخل المتدني بالمال ويصرف مافي الجيب ليأتيه مافي الغيب ! فهي المصيبة، والإيمان بالله مطلوب لكن الإيمان يقتضي فعل الأسباب، ومن الأسباب تخبئة القرش الأبيض لليوم الأسود كما يقولون، وقاعدة تقسيم الدخل تقول _ 50 /30/20 بمعنى 50% للنفقات الأساسية و30 % للنفقات المتغيرة والكماليات و20 %للإدخار والاستثمار والحالات الطارئة أو تعجيل سداد الديون.
- أما أصحاب « قل الدبرة » الذين تأتيهم الأرزاق الإلهية، ففرطوا فيها ورسموا لأنفسهم سعادة مؤقتة ثم عادوا للحاجة من جديد فكان الله في عونهم !، ومن قصص الأرزاق قصة شاب نيجيري اصطاد سمكة كبيرة لم يعرف أهميتها فأولم عليها أصحابه وتباهى أمامهم بها لكن تلك السمكة لم تكن عادية فهي من نوع (بلو مارلن) وهي نوع نادر باهض الثمن وبحسب حجمها تم تقدير ثمنها ب 2،6 مليون دولار، حيث لاتعد هذه السمكة مخصصة للاستخدام البشري نظرا لكمية الزئبق المرتفعة في لحومها، وعندما علم الشاب بتضييعه للثروة كاد أن يجن!
- الإدخار ليس البخل والتقتير على الزوجة والأبناء فنورث فيهم « الشفاحة «!!، لكن نعلمهم ثقافة الإدخار باقتناع ونوفر لهم كل أساسيات الحياة والبدائل المعقولة مما يرون حولهم ونذرهم أغنياء لا أن يتكففون الناس وأن نغرس فيهم أن الإدخار لهم ولحياة كريمة فيما بعد.
وما أجمل الآباء الذين يدخرون ليخصصوا الملاحق والشقق لأبنائهم في بناياتهم ليكفوهم ويغنوهم عن هم الإيجار عند زواجهم ! فهم أفضل ممن يربون أبنائهم على الترفيه والدلال الكامل و»الاتكالية « المطلقة فهي الطريق الأقصر للإفساد، فأن تجد شاب «كحيان» يقتني كل عام أحدث أصدارات التقنية ويمتطي سيارات فارهة! وزميله بالكاد يستطيع اقتناء «قوطي صلصل»! توصله لجامعته فأنت تفسده.
- علينا أن ندرك أهمية ثقافة الاستهلاك الجيد فشراء المنازل التي يتكبد فيها العميل بقسط عالي ويجبره على شد الحزام طول حياته ليست من الدبرة في شيء ، فشراء شقة صغيرة بقسط يسير أو الاستمرار في الايجار أفضل من امتلاك بيت كبير يمتلئ بالشقاء والتقشف !
كما أن التوسع الهائل في منح القروض فتح شهية البعض في طلبها لأسباب واهية، فالرفاهية يجب أن تكون من الدخل وليست رفاهية كاذبة، والعزايم والمواجيب والكماليات والماركات لاتسعد الخاطر وقد كبلت صاحبها وأرهقته، ويجب أن تكون علاقتنا بالبنوك علاقة ود ! من خلال منتجات الإدخار المنوعة التي تطرحها.
- وأخيراً: المال هو أدنى درجات الرزق، فالعافية وصلاح الأبناء وكل ماتستقيم به الحياة رزق، فلندخرها لتدوم .