قد تستمر أسعار الذهب في المقاومة السعرية هذا الأسبوع بعدما أغلق رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول الباب أمام أي احتمال لتيسير نقدي في الأسواق خلال اجتماع لجنة السياسات المقبلة، وفق ما ذكرت شبكة كيتكو نيوز المعنية بالمعدن الثمين.
خسائر الذهب
تراجعت أسعار الذهب للأسبوع الثاني على التوالي وذلك بضغط من زيادة الدولار وعوائد سندات الخزانة.
أدى كلام باول حول تشديد السياسة النقدية إلى تقوية مؤشر الدولار وتراجع الذهب.
وعلى إثر كلام باول، ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات من أدنى مستوياتها منذ أكثر من شهر. أمام ذلك، ثبت مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة أمام سلة من ست عملات رئيسية- عند 105.86 نقطة، ما يعني تحقيقه مكاسب أسبوعية بنحو 0.8 %.
أسعار الذهب
وعلى خلفية تراجع جاذبية الذهب عندما يرتفع الدولار ويرتفع الإقبال على السندات، يتراجع بالمثل الإقبال على الذهب ويتراجع سعره. وصل سعر المعدن في التعاملات الفورية 0.9 % إلى 1940.20 دولار للأونصة، مسجلا خسائر أسبوعية بنحو 2.6 % ما يعادل 66 دولارا بالأونصة. وفي أسبوعين مني الذهب بخسائر بنحو 3.4 %.
خفض التضخم
وفي حدث استضافه صندوق النقد الدولي قال باول إن البنك المركزي ليس "واثقًا" من أن السياسة النقدية مقيدة بما يكفي لخفض التضخم إلى هدف 2٪.
وقال باول أيضًا إن البنك المركزي لن يتردد في رفع أسعار الفائدة مرة أخرى إذا استمرت الضغوط التضخمية في الارتفاع.
أسوأ أسبوع
حول ذلك، قال لقمان أوتونوجا مدير تحليل السوق في شركة "إف إكس تي إم" :"أن أسعار الذهب قد تشهد أسوأ أسبوع لها منذ ستة أسابيع".
وذكر أوتونوجا أن باول يحافظ على تحيزه التشديدي.
العقود الآجلة
تم تداول العقود الآجلة للذهب لشهر ديسمبر عند 1,939.90 دولارًا للأوقية بانخفاض حوالي 3٪ عن الأسبوع.
وأضاف أوتونوجا: "صرح باول أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيظل حذرًا ولكنه مستعد لرفع أسعار الفائدة إذا لزم الأمر".
واستطرد: "على الرغم من أن المتداولين ما زالوا يتوقعون احتمالًا بنسبة 10٪ لرفع أسعار الفائدة في ديسمبر، فقد تم تأجيل توقيت أول خفض من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى يوليو من يونيو من العام المقبل 2024.
توقعات الذهب
وبعد الفشل في التغلب على المستوى النفسي 2000 دولار، يتمتع الذهب بالقدرة على لتمديد الخسائر، قد يؤدي الانهيار القوي والإغلاق اليومي دون مستوى 1945 دولارًا إلى فتح الأبواب نحو المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم عند 1934 دولارًا.
الدولار الأمريكي والسندات
قال بارت ميليك رئيس استراتيجيات السلع في شركة " تي دي سيكوريتز" :"إن تعليقات باول تستمر في دعم قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عائدات السندات، وهما اتجاهان معاكسان للذهب".
وذكر: "بسبب انحياز بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشدد، لا يوجد دافع كبير لشراء الذهب في الوقت الحالي".
تركيز مستثمري الذهب
حول مستثمرو الذهب تركيزهم مرة أخرى نحو السياسة النقدية الأمريكية مع استمرار ضعف حالة عدم اليقين الجيوسياسي التي دفعت الأسعار إلى 2000 دولار.
قال محللون إن التركيز المتجدد على البيانات الاقتصادية الأمريكية، مع إيلاء اهتمام خاص لمؤشر أسعار المستهلك، يعني أن ضغوط التضخم لا يزال أمامها طريق طويل حتى الانخفاض.
وفقا للتقديرات، يتوقع الاقتصاديون أن يرتفع التضخم لمدة 12 شهرا بنسبة 3.3٪ مقارنة بالزيادة السنوية في سبتمبر البالغة 3.7٪.
