لا تنفصل صحة الوطن عن صحة المواطن، بل إنهما كلٌّ لا يتجزأ، تحرص المملكة على النهوض بهما، للوصول إلى وطن صحيح يسكنه مواطن صحيح.
ولذلك يحرص خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين (حفظهما الله)، على توفير أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين، إلى جانب العديد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تحسين الصحة العامة، ورفع الوعي الصحي لدى كافة فئات المجتمع.
وتأتي مبادرة وزارة الصحة السعودية "امش٣٠" في هذا الإطار، من أجل تحفيز المجتمع على المشي 30 دقيقة يومياً، بهدف بناء مجتمع حيوي، وزيادة معدل الأعمار في المملكة إلى 80 عاماً، تحقيقاً لأهداف رؤية السعودية 2030.
ولا تختلف رمزية المشي والصحة عما تهدف إليه الرؤية السعودية الطموحة، حيث تسير المملكة قُدُماً في كافة الاتجاهات نحو تحقيق غايتها عبر السير نحو صحة المجتمع، والسير كذلك نحو تحقيق جودة الحياة وتطوير الاقتصاد والصناعة والإنتاج والبيئة والصحة المستدامة.
فكما تمشي السعودية نحو التطور والرقي والازدهار، يمشي السعوديون نحو النشاط والحيوية والصحة الجيدة من خلال تلك المبادرة الراقية. ومن هنا تأتي مشاركة معالي وزير الصحة، ضمن أكبر تجمع صحي رياضي في المملكة، لتشجيع فئات الشعب المختلفة في كافة المناطق على ممارسة رياضة المشي، بدءاً من القيام باختبار ذاتي يقيس مستوى الفرد في ممارسة المشي، ويقدم حلولاً علمية للتخطيط والاستمرار على الممارسة، وصولاً إلى تحفيز المشاركين من خلال مسابقة تشجعهم على تحقيق 8000 خطوة في اليوم عبر تطبيق صحتي، ليربح الفائز صحته إلى جانب جائزة قيّمة.
واللافت في تلك المبادرة أنها -إلى جانب الأفراد- فهي تحث جهات العمل المختلفة على تشجيع منسوبيها على المشاركة في الفعالية، وتكريس ثقافة المشي بين موظفيها وأسرهم، لتعم الفائدة بين مختلف فئات المجتمع من مواطنين ومقيمين.
مبادرة رائعة، يزداد رونقها عاماً بعد عام، حيث تتواصل هذا العام في نسختها الرابعة، محققة زخماً وتفاعلاً يؤكدان مدى حرص الدولة على صحة مواطنيها، وارتقاء مستوى الوعي لدى السعوديين، واشتراكهما معاً في هدف واحد هو صحة الوطن والمواطن، فهكذا ترتقي الأمم، وهكذا تسير الشعوب الحية نحو المستقبل بهمّة وعزم المشاركين في تلك المبادرات الراقية.
