رصد تقرير الحالة الثقافية في المملكة العربية السعودية لعام 2022م، الذي تُشرف عليه وتُنفِّذه وزارة الثقافة بشكلٍ سنوي، إنتاج 72 فيلماً سعودياً، منها عشرةُ أفلامٍ طويلة، و13 فيلماً وثائقيّاً، و49 فيلماً قصيراً، كما قدّم ملمحاً عاماً وجزئياً عن نمو القطاع رغم حداثته، فيما كشف التقرير بأن نصف الأفلام الطويلة تُصنَّف من الدراما، فيما غابت المخرِجاتُ من النساء عن إخراج الأفلام الطويلة لعام 2022م.
من جهته أشاد الكاتب، والمحاضر في قسم السينما والمسرح بجامعة الإمام محمد بن سعود، رجا العتيبي، بجهود وزارة الثقافة المتمثلة بإعدادها السنوي لتقرير الحالة الثقافية بالمملكة، والذي ينتظره المثقفون والعاملون في مختلف المجالات والقطاعات الثقافية والفنية نهاية كل عام، لما يحتويه من أرقام وإحصائيات مهمة تُلخّص تفاصيل المشهد الثقافي بشكل عام وكلِّ قطاعٍ بشكل خاص.
رفع مستوى المنتج الثقافي
وقال: "تقرير الحالة الثقافية هو أكثر من كونِه عمليةَ رصدٍ للأنشطة والفعاليات الثقافية المقامة في مختلف مناطق المملكة، ولكنه ملخصٌ يكشف ما وراء هذه المشاريع من فكرٍ ورؤىً وخُطط، ليكون أشبه بخارطة الطريق التي تُمكّن المستثمرين والمنتجين من اتخاذ قراراتهم، بعد أن يبنُوا دراساتِ الجدوى الخاصةِ بهم، فالأرقام الإحصائية للحالة الثقافية والفنية في المملكة تعطي ثقةً كاملة لرؤوس الأموال لأن تدخل السوق بكل ثقة وأمان، لا سيّما أن الأرقام صادرةٌ من جهة رسمية موثوقة، وهذا بطبيعته، يرفع من مستوى المنتج الثقافي، والفني، ويسهم في استدامته، وتنوعه".
النوعية والجودة هدف مهم
وعن عدد الأفلام التي رصدها تقرير 2022، والتي بلغت 72 فيلماً، أكد العتيبي بأنه لا جدوى من التعامل مع الكم في مجال الفن، حيث إن النوعية والجودة هي الهدف المهم، الذي يعكس تطور صناعة الأفلام في المملكة، وهذا ما يبحث عنه صُناع الأفلام من خلال إنتاج محتوىً يروي قصصاً سعودية بفكرها وهويتها وأسلوبها الإبداعي الخاص.
وتابع: "ما يرضي طموحنا كصناع أفلام، وجماهير، هو أن ننتج أفلاماً سينمائية لم يَطرُق مواضيعَها أحدٌ من قبلنا، كما صنعت هوليوود هويَّتَها الماثلة حتى اليوم، وكما شكّل الفيلم الأوربي هويَّتَه، فنحن بحاجة أن ننتج أفلاماً سعودية نوعية، حتى لو كان مجرد فيلم واحد أو اثنين، أما غير ذلك فلا جدوى منه، حتى لو كان عشرة آلاف فيلم".
مسؤولية كبيرة على المؤسسات
وشدد على أن المؤسسات المعنية بقطاع الأفلام، الحكومية والأهلية والقطاع الثالث، عليها مسؤولية كبيرة، في استقطاب المبدعين، القادرين على عمل قفزةٍ نوعية في المنتج السعودي، وهو ما يساهم في مضاعفة إنتاج الأفلام بشكل عام، والأفلام الطويلة بشكل خاص.