أثارت وكالة "موديز للتصنيف الائتماني" جدلاً واسعاً في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي بعدما خفضت توقعاتها الاقتصادية للبلاد من "مستقرة" إلى "سلبية"، مشيرة إلى العجز المالي المتزايد، وفق ما ذكر موقع إنفيستوبيديا.
وفي تقريرها الأخير، قالت وكالة التصنيف إن تصنيف الولايات المتحدة AAA تحول إلى سلبي بسبب تراجع القوة المالية للبلاد. وأضافت المجموعة أنه "مع ارتفاع أسعار الفائدة ودون اتخاذ تدابير فعالة في السياسة المالية لخفض الإنفاق الحكومي أو زيادة الإيرادات"، فإن العجز سيظل كبيرا وسيضعف قدرة أكبر اقتصاد في العالم على تحمل الديون.
أسباب خفض تصنيف أمريكا
أجملت موديز عدد من الأسباب التي دعتها إلى وضع أمريكا في المنطقة السلبية، كالآتي:
الاستقطاب السياسي
قالت موديز في بيان لها إن "استمرار الاستقطاب السياسي" في الكونجرس يزيد من خطر عدم تمكن المشرعين من إيجاد أرضية مشتركة بشأن خطة لإبطاء التراجع في القدرة على تحمل الديون. وذكرت موديز إن الارتفاع هذا العام في عوائد سندات الخزانة "أدى إلى زيادة الضغوط الموجودة مسبقًا على القدرة على تحمل الديون الأمريكية".
يزيد من ذلك حالة الانقسام التي تنامت في البلد الأقوى اقتصاديا خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب وما أوجده من انقسامات حزبية فضلا عن تهديد الديمقراطية بعد أحداث اقتحام مبنى الكونجرس في يناير 2021.
استجابة متأخرة
صرح وليام فوستر النائب الأول لرئيس موديز لوكالة رويترز :"بأن استجابة سياسية مهمة قد لا تخرج النور قبل سنوات في ظل تراجع في القوة المالية. ربما لن تحدث الاستجابة حتى عام 2025 بسبب واقع الانتخابات الرئاسية العام المقبل".
التخفيض سبقه تخفيض أغسطس
ويأتي قرار وكالة موديز في أعقاب تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة في أغسطس من قبل وكالة فيتش إلى AA+ من AAA.
وأصبحت فيتش الوكالة الثانية بعد ستاندرد آند بورز التي تخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، مستشهدة بالتدهور المالي والمفاوضات المتكررة بشأن سقف الديون، مع إبرام صفقتين بالفعل هذا العام تهددان بإغلاق الحكومة الفيدرالية .
وردت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على تخفيض وكالة موديز للتصنيف الائتماني، حيث قال نائب وزير الخزانة والي أدييمو في بيان: "نحن لا نتفق مع التحول إلى نظرة مستقبلية سلبية". واختتم: "لا يزال الاقتصاد الأمريكي قويا، وأوراق الخزانة هي أبرز الأصول الآمنة في العالم".