ذكرت شبكة ياهو فاينانس الأمريكية، أن العالم يشهد تراجعاً في توفير بدائل أخرى لأسواق الطاقة التقليدية حيث أنها لاتزال هي المسيطرة رغم تراجع حصتها من مجمل الصناعة العالمية للطاقة، مشيرة إلى تجدد آمال السوق في انتعاش الطلب على الخام مع زيادة الواردات الصينية منه.
أساسيات قوية لسوق النفط
وقالت ياهو فاينانس أنه في أحدث تقرير شهري لمنظمة أوبك عن النفط، أكدت المنظمة أن "أساسيات سوق النفط لا تزال قوية على الرغم من المشاعر السلبية المبالغ فيها".
وأشار تقرير منظمة البلدان المصدرة للبترول إلى "اتجاهات النمو العالمية الرئيسية القوية" بما في ذلك البيانات الاقتصادية الأمريكية للربع الثالث وتوقعات النمو الاقتصادي الصيني المحدثة بنسبة 5.4٪ لعام 2023.
زيادة واردات الصين النفطية
وأشار محللو أوبك إلى أن أحدث البيانات تظهر زيادة واردات الصين من الخام إلى 11.4 مليون برميل يوميا في أكتوبر، وهي في طريقها للوصول إلى مستوى قياسي سنوي جديد لهذا العام.
ويعزو المحللون سبب التراجع النفطي والاتجاه الهبوطي الأخير اللحظي في أسعار النفط الخام إلى "المضاربين في الأسواق المالية الذين قاموا بتخفيض صافي مراكزهم الطويلة بشكل حاد خلال شهر أكتوبر".
وذكر المحللون :"في المجمل باعوا ما يعادل أكثر من 200 مليون برميل من النفط منذ أواخر سبتمبر أو حوالي 37% من إجمالي المراكز الصعودية وقد أدى هذا إلى زيادة تقلبات السوق وتسارع انخفاض الأسعار".
تحركات أسعار النفط
وخلال الساعات الماضية، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط، حيث تم تداوله أعلى بقليل من 77 دولارًا للبرميل. وارتفع خام برنت بشكل طفيف حيث يحوم فوق 82 دولارًا للبرميل. ويمثل المستوى الحالي لأسعار النفط اختلافًا عن أعلى مستوياته في عام 2023 في أواخر سبتمبر وارتفاع بنسبة 28٪ في الربع الثالث.
وسجل الخام تراجعا للأسبوع الثالث على التوالي في أطول سلسلة تراجع له منذ مايو. ويأتي هذا الانخفاض بعد فترة متقلبة للخام بعد هجوم حرب عدوان للاحتلال في أكتوبر الماضي.
اجتماع أوبك في نوفمبر
ومن المقرر أن تجتمع أوبك في 26 نوفمبر حيث من المقرر أن تستمر تخفيضات الإنتاج الحالية للمنظمة والتي تهدف إلى تقييد العرض والحفاظ على التوازن لأسواق النفط الخام حتى عام 2024.
وبالإضافة إلى ذلك، قامت المملكة العربية السعودية بتخفيضات حتى نهاية العام. كما فرضت روسيا قيودًا على الإمدادات سارية خلال نفس الفترة الزمنية.
توقعات أسعار النفط
وسبق وقال البنك الدولي أن أسعار النفط قد ترتفع إلى أكثر من 150 دولارا للبرميل إذا تصاعد الصراع في الشرق الأوسط. ومن الممكن أن تؤدي الحرب الطويلة الأمد في المنطقة إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار الطاقة، بعد عام واحد فقط من ارتفاع الأسعار بسبب التدخل الروسي بأوكرانيا. ولا تزال أسعار النفط تحوم في حدود الثمانين دولارا إلى 90 دولارا للبرميل، ويتوقع أن ترتفع من تراجعها الحالي.
وقال البنك الدولي، إنه في ظل أسوأ السيناريوهات، قد يتطور وضع مماثل لأزمة النفط في السبعينيات، وقد يدفع هذا أسعار النفط إلى الارتفاع لما بين 140 و157 دولارا للبرميل. وفي السيناريوهات المعتدلة، قال البنك إن أسعار النفط في هذه الحالة سترتفع إلى ما بين 93 إلى 102 دولار للبرميل.