رصدت "اليوم" ارتفاع أسعار البصل في الأسواق، بعد إعلان مصر إيقاف تصدير البصل المصري، بسبب ارتفاع أسعاره في موطنه لخلق توازن بين العرض والطلب.
وقال بائع الفاكهة والخضار محمد السادة، إن أسعار البصل ملتهبة، حيث ارتفعت الأسعار منذ أكثر من شهر من الآن وبنسبة تتجاوز 50%، فسعر البصل الذي كنا نشتريه بسعر 8 ريالات، اليوم وصل سعره 13 ريالا، ومن قبل وصل 20 ريالًا، وسعر البطاطس الذي كان بسعر 8 ريال اليوم 14 ريالا وارتفع أكثر من ذلك.
البصل المصري
وأكد السادة، أن قلة واردات البصل المصري سبب ارتفاع الأسعار في السوق المركزي في الدمام، ولكن الزبائن تعتقد نحن من رفعنا الأسعار، كما أن البصل الهندي أيضًا منقطع وكان ذلك الانقطاع بالتدريج، فنعتقد أن انقطاع البصل المصري والهندي هما السببان في ارتفاع الأسعار لهذين الصنفين من الخضار.
من جهته قال المواطن سعيد المسلم، إن سعر البصل مرتفع للغاية وذلك منذ شهر من الآن، يتواجد في السوق أنواع من البصل سواء كان الهندي أو السعودي أو المصري واليمني ولكن الأسعار لجميع الأنواع مرتفعة.
وأشار المسلم، إلى أن أسعار البصل وصلت فوق سعر 50 ريالا، والبعض بسعر 35 ريالا، والوزن بين 3 و4 كيلو فقط، ففي السابق كنا نشتري 3 أكياس بنفس الوزن بسعر 10 ريالات أو سعر الكيس الواحد 5 ريالات فقط بنفس الوزن، واليوم لا نشاهد ذلك، ونأمل أن تنزل الأسعار قريبًا. لافتًا إلى ارتفاع أسعار البصل إلى 50%.
من جهتها قالت الدلالة في سوق الخضار المركزي بجدة صالحة الكريتي، إن إيقاف تصدير البصل المصري هو قرار من مصر لخلق توازن للأسعار هناك، وسيكون الإيقاف حتى 31 ديسمبر، مبينة أن البدائل كثيرة والمملكة سوق مفتوح، لذلك تم استيراد البصل الصيني لأول مرة بالكميات الكبيرة هذه في المملكة بوفرة، لخلق توازن بين العرض والطلب وأصبح سعر البصل الكيلو 2.5، كما أن هناك البصل العماني والبصل الباكستاني، والبصل الوطني الذي ينتج من 3 مناطق من الجوف والقصيم ووادي الدواسر.
وأضافت: "مؤشر نزول الأسعار سيعتمد على وفرة السوق في بداية يناير مع فسح التصدير للبصل المصري ومع بدء دخول البصل اليمني".
أكثر الأسواق انفتاحًا للبدائل
بين الاقتصادي سالم باعجاجة، أن المملكة من أكثر أسواق الشرق الأوسط انفتاحًا، وتعد البدائل المتاحة متوفرة لذلك، وأكد أن نظرية العرض والطلب تتحكم في أسعار السلع والخدمات، فعندما يتجاوز العرض الطلب على السلع والخدمات، تنخفض الأسعار، وعندما يتجاوز الطلب المعروض من السلع تميل الأسعار إلى الارتفاع.
وبين أنه لاشك أن القرارات العرضية تؤثر حتمًا على السوق مثل قرار إيقاف تصدير البصل المصري وبحكم قرب البلدين تعد الصادرات المصرية الأقرب إلى الأسواق السعودية والعكس صحيح، وهذا ينطبق على جميع المجالات والمملكة العربية السعودية ومصر بينهم تبادل تجاري كبير حيث وصلت إلى 10.4 مليار دولار خلال عام 2022، وهذا لا يعني أن المملكة أحادية الاستيراد والتصدير بل لديها العديد من العلاقات التجارية وهي في أفضلها مع كافة دول العالم لذلك تجد حتى الارتفاعات التي قد تحصل بسبب قرارات الدول تبقى في متناول ولا تخلق أي أزمات في أي منتج.
المنتجات الزراعية بجدة
وردًا على استفسار ”اليوم" أشار مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرّمة، ماجد بن عبدالله الخليف، إلى وفرة المنتجات الزراعية بسوق الخضار والفاكهة المركزي بجدة، وأكد أن جميع المنتجات الغذائية في متناول أيدي المواطنين، وكشف عن ارتفاع حجم المحاصيل الزراعية الواردة يومياً إلى السوق المركزي للخضار والفاكهة بجدة من داخل المملكة وخارجها من الخضار والفواكه، مشيراً إلى توافر بدائل مختلفة لكل سلعة من أجل المحافظة على استقرار الأسعار، ما يسمح بضخ كميات كبيرة من الخضراوات والفاكهة داخل الأسواق وبالتالي تزداد التنافسية وتنخفض الأسعار.
وقال الخليف إن السوق دائما يخضع للعرض والطلب، مشيرًا إلى أهمية دور ثقافة المستهلك في استقرار السوق، وعدم الإسراف من قِبل المستهلكين في شراء ما يزيد على حاجتهم، لما في ذلك من تأثير سلبي على أسعار الأصناف المطلوبة، كالطماطم والخضراوات والورقيات، حفاظًا على الأسعار من الارتفاع، مبينًا أن توريد البضائع إلى السوق يتم بشكل يومي.
كما بيّن أن للوزارة مبادرة وحملة توعوية سابقة، ارتفع فيها هاشتاج (النقص ولا الزود) الذي يهدف إلى نشر الوعي وتشجيع الحد من الفقد والهدر، ونشر الوعي بالأمراض الناتجة عن الهدر الغذائي وكيفية التعامل مع النفايات، وإلى أهمية التنويع الغذائي والمشاركة في التوعية بأهمية ذلك والمساهمة في زيادة مصادر البروتين، وإلى نشر الوعي بخصوص استخدام الموارد الطبيعية الزراعية بكفاءة.
وأضاف أن الوزارة والجهات ذات العلاقة تخطو خطوات متقدمة للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، وإن لديها استراتيجية لذلك من خلال تحفيز السلوك الإيجابي والاستهلاك الرشيد وتلافي مخاطر الهدر الغذائي.