يمثل الاستثمار في القطاع الثقافي في وقتنا الحاضر عنصرًا هامًا وأساسيًا ضمن اتجاهات الدول، وقد سلطت المملكة العربية السعودية الضوء على هذا الاستثمار من خلال عدد من المبادرات، وأكدت على أهميتها ضمن رؤية 2030، كما أصبح هناك مصطلحًا عالميًا حديثًا وهو "الاقتصاد البنفسجي"، والذي يأتي اليوم كمحور أساسي ضمن برامج مؤتمر الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات "أعلم" بنسخته الـ34، وقد كان اختيار الموضوع مقترحًا للاتحاد من هيئة المكتبات السعودية المستضيفة للحدث.
ماهو الاقتصاد البنفسجي
"اليوم" التقت برئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات د. نبهان الحراصي، للحديث حول المصطلح وتفاصيل الملتقى، وأوضح أن الاقتصاد البنفسجي يعتبر مصطلحًا رائدًا وحديثًا في الوقت الحاضر، ويعني إمكانية الاستثمار في قطاع الثقافة بحيث تكون هناك عوائد ثقافية، وأن تشكل دورًا كبيرًا في القوة الناعمة، وذلك نظرًا للاتجاه العالمي والإقليمي في الاستثمار بالثقافة.
تفاصيل مؤتمر الاتحاد العربي
وحول تفاصيل مؤتمر الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات الذي تستضيفه المملكة بدورته 34 متمثلة بهيئة المكتبات والمقام في مكتبة الملك فهد الوطنية والمستمر حتى 16 نوفمبر، قال الحراصي: "يحظى المؤتمر بحضور مكثف من كافة الدول العربية من الباحثين وصناع قرار، وشراكات متنوعة تعنى بنظم المعلومات، إدارة المكتبات، إدارة المعرفة، إدارة المناشط المعرفية، كما تم إضافة هذا العام ولأول مرة تقنيات الذكاء الاصطناعي".
دور المؤسسات الثقافية والمكتبات
وأكد أن المؤتمر يؤثر بشكل كبير في قطاع الاستثمار في الثقافة، ويتناول دور المؤسسات الثقافية وخصوصًا المكتبات ومؤسسات المعلومات في الاستثمار الثقافي وريادة الأعمال، والحديث بشكل كبير في "الاقتصاد البنفسجي"، وذلك عبر عرض تجارب عربية وإقليمية في هذا القطاع، ويقدم مجموعة كبيرة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الكبيرة العاملة في قطاع الثقافة، وتشارك بعرض المنتجات إضافة لذلك عرض التجارب والخبرات للحضور في المملكة.
واختتم حديثه قائلًا: "سعداء بهذه المشاركة وباحتضان المملكة لهذا المؤتمر الكبير الذي يحظى بسمعة إقليمية ودولية كبيرة".
تفعيل الشراكات المحلية والإقليمية والدولية
ويتناول المؤتمر على مدى ثلاثة أيام متواصلة عددًا من المحاور، والتي شملت: العائد على الاستثمار في المكتبات، ومؤسسات المعلومات، وريادة الأعمال في قطاع المكتبات ومؤسسات المعلومات، وتطلعات المكتبات، ومؤسسات المعلومات، ودورها الريادي في الاقتصاد البنفسجي، والتمويل وإدارة الموارد المالية بالمكتبات في ظل الأزمات، والتي ستُناقَش في جلساتٍ يُقدمها مجموعةٌ من متحدثين يُمثّلون مختلف الدول العربية.
وتأتي استضافة مؤتمر الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات في نسخته الحالية ضمن إستراتيجية هيئة المكتبات المتضمّنة تفعيل الشراكات المحلية والإقليمية والدولية، تعزيزًا لتنمية قطاع المكتبات عبر تطوير كفاءته، وتشجيع الابتكار والاستثمار فيه.
كما تعكس حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفهِ أحد أهدافها الاستراتيجية تحت مظلة رؤية السعودية 2030.
