قد يبدو المشهد عادياً وأنت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وهي تعج بالتشكيك في إدارة المنتخب، وهي تستبعد لاعباً وتستدعي آخراً، وتريح ثالثاً، فمع كثرة الحسابات الوهمية لابد أن نجد بينها (المتعصب جداً و الإمّعة، والجاهل، والغيور، وهكذا..) خاصةً من يكتب بأسماء مستعارة هنا وهناك، بغية الشهرة وزيادةً لمتابعيه، لذا مثل هؤلاء (المختبئين) قد لايستدعي المسؤول الرياضي لمحاكمتهم بسبب إثارة الفتنة بين الأندية عن طريق منتخب الوطن دون مستند قوي غير خزعبلات فكرٍ يقتات على التصريحات والاحصائيات الرسمية ليجد بين سطورها محتوى فارغاً يشبه فراغه، ليتكئ بحرفه عليه، وأكاد أجزم أن المسؤول عن الرياضة والإعلام يغض الطرف عنهم لمحدودية تأثيرهم في تأجيج التعصب أو هدم خطط العمل المنظم الذي تقوم به الدولة، والرياضة لا شك أنها من ضمن تلك المنظومة التي تعمل بإتقانٍ عالٍ جداً، لاينكره إلا أعمى، لذا وفي نهايات 2023 لا أعتقد بأن مازال هناك من يؤجّر عقله لاسم مستعار يفكر بدلاً عنه، في فهم النصوص والأنظمة والقرارات.
لكن حينما يخرج إعلامي محسوب على الوزارتين باسمه ورسمه عبر جريدته أو برنامجه التلفزيوني أو عبر أثير الراديو ويستغل المنبر لنفث سموم التعصب و تأجيجه نفوس المتلقيين بكل أنواع التشكيك في القرارات والتصريحات مستغلاً هفوة حرف، أو كلمة حمّالة أوجه، في معناها، دون أن يستقصي الحقيقة من مصدرها، أو يحكّم عقله قليلاً ويدرك بأنا في دولة قانون عظمى، لاتحارب الفساد فحسب، بل التفتت لجذوره لأجل انتزاعه من أراضينا الطيبة انتزاعاً، مما جعلنا نشعر بالأمان في شتى مجالاته، ولم يعد يخاف لا الطفل ولا الكهل ولا حتى الأجنبي في هذه البلاد الطاهرة، وإلاّ، هل من المنطق التشكيك بإدارة منتخب في (عهد الحزم والعزم) أن تستبعد سالم لتهيئته وإراحته لملاقاة غريمهم النصر في مباراة قادمة؟ وكأن كلمة (استبعاد) عندهم تدل على (الراحة)، مع عدم وجود إصابة، بينما كلمة (إراحة) للاعب آخر من المشاركة تعني الاستبعاد، كتناقض حتى في فهم اللغة، بينما العقل يقول أن الإصابات تتفاوت بين اللاعبين فمنهم من يستحق الاستبعاد الفوري حفاظاً على اللاعب رغم حاجة المنظومة إليه، لكن القرار في حكم القسري، بينما هناك إصابات أخف للاعبين آخرين، لكن عدم الحاجة الملحة لهم تعطي مجالاً للمدرب أن يريحهم بالتفاهم مع اللاعب وطبيب ناديه، دون أن يصل القرار حد الاستبعاد، وهكذا من اختلاف القرارات وألفاظها الحرفية التي يجب أن لا يقف عندها العقلاء الذين يثقون بالمسيرة الرياضية عندنا، أنها باتت وفق منظومة وسياسة بلد عامة لا تعرف الفساد، وإلا بالمنطق، لو أن هناك محاباة للهلال و إراحة لاعبهم للديربي، فعلى سبيل المثال الذي ينفي هذا الفكر نسأل (لماذا تهيأت صفقة التعاقد مع رونالدو في فترة إيقاف الهلال عن التعاقدات ؟)، وهل يجوز للهلاليين أيضاً أن يشككوا بأن جلب لاعب عالمي يرفع من سمعة رياضتنا كالدون كان لأسباب الانحياز مع النصر ضدهم؟
طبعاً من يفكر بأن الرياضة مازالت في ظل الرؤية الحديثة تعمل لناد ضد آخر فهو واهم، وعليه أن يصلح مشاكل ناديه أولا، لعل احتقانه وتعصبه، ومرض الشك الملازم له، وفكر المؤامرات يختفي عنه، ليريحنا منه ويرتاح.
توقيعي :
اشعرني بالأمان في غيابك، حتى استعجل معك العودة.