@LamaAlghalayini
- تعمل أية رغبة منشودة لديك على استقطاب انتباهك آليًا، وكل مرة تضع فيها هدفاً تصبح مستقطبا بين الوضع الراهن والمرغوب، حيث يعمل أي هدف يتعلق بالكينونة أو الفعل أو الامتلاك على إحداث التوتر الذي يحفزك آليًا لتتبع هدفك.
- وعندما تصل إليه سيختفي التوتر، لأن بنية أي هدف أو رغبة هي مثلث من ثلاثة عناصر ؛ الوضع الراهن والحالة المرغوبة والتوتر، و هناك ثلاث طرق للتعامل مع توتر المثلث ، أولها أن تصل للهدف المرغوب، أو أن تتعايش معه في خيالك، أو أن تلغي ذلك الواقع المرغوب، ويركز معظم الناس على الأسلوب الأول، أما الأسلوب الثاني فيتضمن صنع نسخة متقنة من النتيجة المرغوبة في مخيلتك وكأنك تعيشها سلفا،إذ لا يفرق الوعي بين الحقيقي والمتخيل، ويشعر بالارتياح نفسه سواء تحقق الهدف في الواقع الفيزيائي أو في الواقع المتخيل، و أما الثالثة، فهي ببساطة إلغاء الرغبة أو الهدف، مع ضرورة الإقرار الداخلي بأنه لم يعد لك رغبة به دون وصمه بالخسارة، أو استخدامه سببا للاستخفاف بالنفس.
- بكلام آخر إذا كان هناك الكثير من الإرهاق نحو رغبة ما فاستخدم واحدة من الطرق الثلاث لتريح نفسك ، لأن قضاء كثير من الوقت في حالة التوتر يستنزف صحتك الجسدية و النفسية ، والرغبات أو الأهداف التي لايتم التعامل معها بإحدى الطرق السابقة فلا تتحقق و لا تُعاش خيالا ولا تهمل، ستبقى في داخلك وتستنزف انتباهك، و تقلل من قدرتك على التعامل مع الحياة ومن شعورك بقيمتك، فالهدف المنشود الذي لم يتحقق بعد سيبقى معلّقا ضمن حقلك الطاقى و لن يختفي من خلال التسويف والتأجيل.
- و لهذا فلا بد من التدرب على تحرير انتباهنا مما لا نرغبه أو تحييده مشاعرنا نحوه، و هذا ما لا يجيده معظمنا ، فنحن مستمرون في تحديق انتباهنا فيما لا يفيدنا ، رغم أن السبب الوحيد للاستمرار في المرور بالأمور نفسها هو استمرارنا في إبقاء انتباهنا على الأشياء نفسها، و لو أردنا تجربة شيء جديد فلا بد أن نتعلم استخدام انتباهنا بطريقة جديدة. و هناك تمرين بسيط يدربك على تركيز انتباهك لما تريده بدلاً من إيلائه لما لا تريده، ويتضمن كتابة ما تريده أو لا تمانع حدوثه يوميا بانتظام.
- تكتب أموراً كبيرة وأخرى صغيرة وأمورا تحب أن تكونها أو تفعلها أو تملكها، بشرط أن تتخل عن أية توقعات بأنها يجب أن تحدث، أو أن تتساءل كيف أو متى إن كانت ستحدث. أنت ببساطة تضع في نيتك ما سيكون حدوثه لطيفا ، وليس ما يجب أن يحدث، ولن تمضي نهارك منتظرا ومطالبا بالبرهان، فكثير من هذه الأمور قد لاتحدث، لكنها سترفع نبض تردداتك أثناء كتابتك وتفكيرك بها، و تدربك على توزيع انتباهك لنطاقات إيجابية، ويمكن للقائمة أن تطول أو تقصر اعتماداً على مزاجك، ويمكنك العمل عليها قبل ليلة أو في بداية الصباح، وأن تتضمن خصوصيات أو تبقى عمومية ، و اكتبها بصيغة الزمن الماضي، مثلا" التقيت بشخص مثير للاهتمام"، أو "استقبلت مبلغا من المال دون سابق توقع " ، أو "تلقيت مكالمة ممتعة".
- المهم أن تراقب دوما توجه انتباهك، و أن تتساءل دوما " أين انتباهي الآن؟"،و أن تعيد تركيزه على ما يجعل شعورك أفضل.