- عبد الله بن مسعود صحابي جليل، كان راعي غنم في مكة وكان من أوائل من دخلوا الإسلام.. صعد في يوم من الأيام أعلى شجرة، فضحك الصحابة الكرام من دقة ساقيه، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: أتضحكون من دقة ساقيه!، والذي نفسي بيده، لهما أثقل في الميزان من جبل أُحد».
- عبد الله بن مسعود كان هزيل الجسم، خفيف الوزن، نحيف الرجلين، هذا شكله أما عمله فساقيه فقط أفي الميزان أثقل من جبل أحد.
* في الحديث رسالة إلى الإنسان بألا يعلق فشله على هيئته الخارجية، ولا يعتبر شكله أو مظهره عائقًا من عوائق النجاح، فالنجاح يتعلق بفكر الإنسان لا ببيئته ومظهره.
* وفي الحديث رسالة إلى الناس.. لا تحكم على الآخرين من خلال مظاهرهم.. الناس يا كرام يقاسون بأفعالهم وأعمالهم وأفكارهم لا بأشكالهم، ولا بأوضاعهم الاجتماعية.
* لا تهتم لأشكال الناس ولا لألوانهم ولا لمناصبهم ولا لأموالهم اهتم فقط بأخلاقهم وعقلياتهم، وتعامل معهم على هذا الأساس، فالمظاهر لا تدل على البواطن..
قال شاعر عربي:
تَرى الرَجُلَ النَحيفَ فَتَزدَريهِ
وَفي أَثوابِهِ أَسَدٌ هصورُ
وقيل: الرجال مخابر وليسوا مظاهر.
وقيل: «إن الرجال لاتُكال بالقُفزان، ولا توزن بالميزان، إنما الرجل بأصغريه قلبه ولسانه».
والقرآن الكريم لفت انتباهنا إلى عدم الاغترار بأجسام الآخرين.. فمثلا المنافقون لهم أجسام تسر الناظرين وأوتوا فصاحة تسحر السامعين، قال: وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم....».
* لا تسخر من أحد بناءً على هيئته ووضعه.. فالناس لم يختاروا صورهم، ولا دخل لهم باختيار قبائلهم وجنسياتهم .. هذه أقدار لا دخل للإنسان فيها، ما يعاب عليه الإنسان أو ما ينتقد فيه هو عمله وفكره.
* لا تتلاعب بعواطف الآخرين.. امزح لكن لا تجرح مشاعرهم، داعبهم لكن لا تهزأ بأوجاعهم.. في موقف ابن مسعود لاحظ كيف رد الرسول الكريم على ضحكات القوم بإبراز مكانة وإيجابيات ابن مسعود.. وإذا كان في حياتنا (سذج) يقترفون جريمة جرح مشاعر أناس بحجة أنه صريح أو طبعه هكذا فطوبى للرائعين الذين يجبرون الخواطر، ويردون على كل ساخر ومتلاعب بنفسيات الناس.
* في موقف ابن مسعود يتجلى ما نسميه اليوم (احترام الذات) أو تقبل الذات وهو مصطلح صاغه علماء النفس لوصف مدى تقدير الشخص لنفسه، فالتمتع بتقدير الذات أمر صحي؛ لأن تقدير الذات يزرع الثقة عند التعامل مع الغير وعند تحديات الحياة، فغياب تقدير الذات وعدم تقبلها يجعل المرء عرضة لعقدة النقص.
* قفلة؛
قال أبو البندري غفر الله له:
لا تسخر حتى لا تخسر!
ولكم تحياتي،،،