أطلقت شركة "سبيس إكس" رحلتها الصاروخية الثانية من سلسلة "ستار شيب" أمس السبت، حيث تحاول الشركة التابعة للمليادرير الأمريكي إيلون ماسك تطوير صناعة فضائية عملاقة تتجاوز التطورات السابقة، فيما يستعد إيلون ماسك لإنفاق ملياري دولار تقريباً على تطوير برامج فضائية حالية وجديدة خلال العام المقبل، وفق ما أوردت شبكة "إيه بي سي" الأمريكية.
انطلاق مركبة "ستار شيب"
انطلقت مركبة ستار شيب في حوالي الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت الشرقي من منشأة الشركة في تكساس وحلقت لأكثر من سبع دقائق وانفصلت بنجاح عن دافع الاطلاق قبل أن يقوم النظام الموجود على متن الصاروخ بتدمير المركبة عمدًا في منتصف الرحلة حيث في وقت لم يكن فيه أي أحد على متن الرحلة التجريبية. وقال جون إنسبروكر مهندس التكامل الرئيسي في سبيس إكس: ”لقد فقدنا البيانات من المرحلة الثانية... ما نعتقده الآن هو أن نظام إنهاء الرحلة الآلي في المرحلة الثانية تم تشغيله متأخر جدًا من عملية الاحتراق”.
ويعد نظام إنهاء الرحلة ميزة أمان قياسية في الصواريخ، حيث أنه يدمر المركبة في حالة ظهور مشكلة أو خروجها عن مسارها. كما يبدو أن المركبة الفضائية قد تم تفجيرها على ارتفاع حوالي 148 كيلومترًا (أو حوالي 485000 قدم). وهذا أقل بقليل من نصف الارتفاع الذي تدور فيه محطة الفضاء الدولية حول الأرض.
نهاية مبكرة لرحلة "سبيس إكس"
يمثل التدمير المتعمد لمركبة ستارشيب نهاية مبكرة لاختبار الطيران الفضائي، حيث خططت شركة سبيس إكس للطيران حول الأرض قبل العودة إلى الغلاف الجوي والهبوط قبالة ساحل كاواي بهاواي.
وأكدت إدارة الطيران الفيدرالية أنها ستشرف على التحقيق، وهو إجراء تنظيمي قياسي، قبل أن تتمكن الشركة من إطلاق صاروخ ستار شيب آخر. لكن مدير ناسا بيل نيلسون هنأ الشركة على إحرازها ”تقدم في اختبار الطيران”، ذاكرا أن ″رحلات الفضاء هي مغامرة جريئة تتطلب القدرة على العمل والابتكار الجريء. الاختبار فرصة للتعلم ثم الطيران مرة أخرى”.
بداية "ستار شيب"
أطلقت سبيس إكس لأول مرة نظامًا صاروخيًا كاملاً لستار شيب في أبريل. وعلى الرغم من أن تلك الرحلة لم تصل إلى الفضاء إلا أنها نجحت في تحقيق العديد من الإنجازات التاريخية الأولى لصاروخ تجريبي على نطاق غير مسبوق. وأدى تدمير الصاروخ في الجو بالإضافة إلى التحقيق في الأضرار التي لحقت به على الأرض إلى إجراء مراجعة تنظيمية امتدت لما يقرب من سبعة أشهر.
نظام المركبة الفضائية
يعد ستار شيب Starship أطول وأقوى صاروخ تم إطلاقه على الإطلاق. ويبلغ طول المركبة 397 قدمًا ويبلغ قطرها حوالي 30 قدمًا. ويعمل نظام المعزز الثقيل الذي يبلغ ارتفاعه 232 قدمًا، بمحركات رابتور تنتج معًا 16.7 مليون رطل من الدفع أي حوالي ضعف قوة الدفع البالغة 8.8 مليون رطل من صاروخ نظام الإطلاق الفضائي (SLS) التابع لناسا والذي تم إطلاقه لأول مرة في أواخر العام الماضي . ويعمل الصاروخ بالأكسجين السائل والميثان السائل ويتطلب النظام الكامل أكثر من 10 ملايين رطل من الوقود الدافع للإطلاق.
التجارة الفضائية
تم تصميم نظام ستار شيب ليكون قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل ويهدف إلى أن يصبح طريقة جديدة لنقل البضائع والأشخاص خارج الأرض. ويعد الصاروخ أيضًا أمرًا بالغ الأهمية لخطة ناسا لإعادة رواد الفضاء إلى القمر. فازت سبيسي إكس بعقد بمليارات الدولارات من الوكالة لاستخدام ستار شيب كمركبة هبوط مأهولة على سطح القمر كجزء من برنامج آرتميس مون التابع لناسا. وقال ماسك إنه يتوقع أن تنفق الشركة حوالي ملياري دولار لتطوير البرنامج هذا العام.
هجوم أمريكي على إيلون ماسك
تأتي محاولة الإطلاق في أعقاب ردود الفعل العنيفة المتجددة ضد الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس، إيلون ماسك بسبب التعليقات التي أدلى بها عبر الإنترنت. وأدان البيت الأبيض يوم الجمعة ما أسماه “الترويج البغيض للكراهية العنصرية” من قبل ماسك على منصته للتواصل الاجتماعي، إكس.
أوقفت شركات آبل وديزني حملاتها الإعلانية على شركة إكس، تويتر سابقًا، ردًا منهم على كلام مالك الشركة المليادرير إيلون ماسم، بتهم منها الدفع بزيادة معدلات ”الكراهية”، وفقًا لمصادر مطلعة على تحركات الشركتين.
وقال متحدث باسم شركة "آي بي إم" إن عملاق التكنولوجيا سيوقف حملاته الإعلانية عبر الإنترنت على إكس : ”لا تتسامح الشركة مطلقًا مع خطاب الكراهية والتمييز وقد قمنا على الفور بتعليق جميع الإعلانات على إكس بينما نحقق في هذا الوضع غير المقبول تمامًا”. وفي يوم الجمعة أيضًا، انتقد البيت الأبيض ماسك بسبب تغريدات الملياردير.
اعتراف إيلون ماسك
واعترف إيلون ماسك من جانبه برد الفعل العكسي للمعلنين عبر خدمة الرسائل إكس الخاصة به . وكتب ماسك: ”كما قلت في وقت سابق من هذا الأسبوع، فإن مصطلحات إنهاء الاستعمار ومن النهر إلى البحر والعبارات الملطفة المماثلة تعني بالضرورة الإبادة الجماعية. الدعوات الواضحة للعنف الشديد تتعارض مع شروط الخدمة لدينا وستؤدي إلى تعليق الخدمة".