@Fahad_otaish
- الأسرة بلا شك هي نواة المجتمع الكبير، وكلما كانت النواة سليمة وصالحة كان المجتمع أكثر أمناً واستقراراً فالتربية السليمة للأبناء هي الطريق إلى مجتمع آمن وفي المقابل فأن أي تقصير أو إهمال في تربية هؤلاء سينعكس أثره عاجلاً وآجلاً على مجتمعهم فدور الأسرة هنا يكون دوراً إيجابياً ومصدراً لتماسك المجتمع وازدهاره وتكامل أسره وأفراده وقيام هؤلاء الأفراد بالدور المطلوب من كل منهم لرفاهيته، وذلك لا يستطيع القيام به إلا من توفرت له ظروف التربية الأسرية التي تعده لهذا الدور .
- الذي ينشأ على المحبة والتآلف من الأبناء يظهر ذلك واضحاً في مشاعره تجاه غيره من أفراد المجتمع والانسجام معهم وحب الخير لهم والتعاون والاحترام والمحافظة على حقوق الآخرين وأداء الواجبات التي تترتب عليه تجاههم، أما الذين يتربون في أسر تفتقد المحبة بين أفرادها فإن ذلك أيضاً يظهر في عدم ثقتهم بالآخرين وعزوفهم عن العلاقات الاجتماعية معهم كما أنه في بعض الحالات يؤدي بهم إلى الإنعزال عن المجتمع وانعدام الثقة والشك والريبة في كل من حولهم، مما يؤدي إلى الانطواء والتردد في اتخاذ القرارات أو المواقف؛ لهذا كله فإن علينا آباء ومربين أن نحرص على أمن الأسرة أولاً باعتباره المدخل الصحيح لأمن المجتمع، ولا يكون ذلك إلا بإشاعة أجواء المحبة في الأسرة بدءاً بالعلاقة بين الزوجين الذين ينبغي أن يحرصا في جميع الأحوال على عدم ظهور الخلافات التي لا تخلو منها أسرة من الأسر أمام الأبناء؛ لأن ذلك يزعزع صورة آبائهم في أنفسهم ويولد مشاعر القلق وعدم الاستقرار وضعف الشخصية .
- لابد من العناية ببناء شخصيات الأبناء والتوازن النفسي في هذه الشخصيات لا يكون ذلك إلا بالتعبير عن المحبة في سائر المواقف وبشتى الطرق واستثمار أية فرصة لتوجيه عبارات الود والاحترام لهم والجلوس معهم والاستماع إلى آرائهم وتنفيذ بعض ما يتقدمون به من اقتراحات حول حياة الأسرة اليومية وكذلك تربية الممكن من رغباتهم وتجنب الابتعاد عنهم بحجة المشاغل أو عدم الرد على تساؤلاتهم ومواصلة سؤالهم عن أحوالهم وعن ما يواجهونه من مشكلات وحلها دون تأخير .
- كلما أحسّوا بأن الآباء والأمهات يولون الاهتمام لهم ويحبونهم ويسمعون لهم كلما زاد لديهم الإحساس بالأمان الذي يساهم في تنمية الشخصية والثقة والاطمئنان الذي يظهر أثره في إنجازاتهم المدرسية وتنمية مهاراتهم العقلية والاجتماعية التي تنعكس جميعاً في أمن المجتمع الذي تُسخر الدول وفي مقدمتها بلادنا، الموارد والطاقات والجهود للمحافظة عليه دائماً، مما أدى إلى هذا الأمن والأمان الذي نعيشه والذي نسأل الله أن يديمه على بلادنا الغالية أبداً