- عندما نردد عبارة «الولاء في العمل» بالطبع لا نعني الولاء للأشخاص في العمل بحد ذاتهم، وإنما للعمل كفكرة أولاً ثم للمنظمة ورسالتها ثانياً؛ ومما يؤسفني حقاً، ما يمارسه بعض الموظفين - وهم عدد رغم قلته مؤثر سلبياً - من انتهاجهم لمبدأ الولاء للأشخاص وليس للجهة.
- وعادة ما تكون هذه الفئة من قاصري النظر وقليلي الانتاج وفاقدي الثقة بمخرجاتهم، حيث يلجأون لسد هذه الفجوات من خلال التودد المبالغ به لمن هم أعلى منهم في السلالم الوظيفية، لدرجة قد تصل بالبعض إلى أن يهمل ويقصر في العمل لخلافات شخصية مع أحد أعضاء الفريق لأنه يعلم أن ولاءه المطلق لذلك المدير أو غيره سيحميه من المحاسبة بل وسيجعل صوته مسموعاً في بعض الأحيان!
- إن الولاء للمكان الذي يضمن لك مصدر رزقك ليس خياراً، كما أن الولاء لهذا المكان ولاء للوطن والصالح العام، وهذا يحتم عليك استشعار المسؤولية والأمانة وتقديم أفضل ما لديك لخدمة هذه الجهة وليس لحصر خدمتك وطاقاتك للأشخاص بها، ومن الطبيعي أن يكون هناك احترام وتقدير لمن هم أعلى منك وظيفياً وأكبر منك سناً دون إفراط أو تفريط، ودون اقحام الاحترام بالعديد من الممارسات الخاطئة كنقل الأخبار «التي قد يكون بعضها زائفاً» إلى هذا المدير أو ذاك لكسب وده وثقته، بينما هو في الواقع يقع في خطأ أخلاقي كبير، حينها يثبت أنه ليس جديراً بالثقة ولا بالتمكين.
- ومن الطبيعي أن يجد هؤلاء بيئات خصبة لتكاثرهم عند بعض المديرين الذين لا يأبهون سوى لمصالحهم الشخصية دون اهتمام بمصلحة العمل لدرجة تصل بهم إلى تعطيل بعض الأعمال لإثبات عدم صلاحية الموظف أو المدير الآخر، متناسين أنه من واجبهم تقديم الدعم لجميع المنتسبين للمنظمة دون منّة.
- ومعروف عن العرب تسابقهم للتمتع بأخلاق الفرسان، ومن النبل أن يرتقي الموظف ويترفع عن سفاسف الأمور والخوض في صراعات وعداوات لأي دافع شخصي بشكل عام، ويزداد هذا الأمر أهمية وإلحاحاً في بيئات العمل، لأنها الأمانة التي استأمنت عليها وعلى أهدافها ونجاحها؛ وعلى جميع من توليت أمرهم فيها، كما أن النجاح في صنع علاقات رائعة مع جميع المتواجدين في مكان العمل أمر رائع إن كانت بنزاهة وإخلاص وتعاون وصدق.