وصلتني هذه الرسالة الكريمة، وأنقلها بنصها:
«أحد الاخوة الله يرحمه ويتقبله بقبول حسن صار بيني وبينه وقفة خاطر، أبداً ما هو زعل ونتواصل لكن كأن في النفس شي واستمرينا على هذه الطريقة سنة!
أمس وصلتني رسالة انه انتقل الى رحمة الله!
والله إني من أمس في صدمة!
اصبر يا فلان شوي لا ترحل للآن ما تصافينا، للآن ما زال في النفس شي، لكن لا حول ولا قوة الا بالله!
اقلب الجوال واطالع رقمه هل اتصل عليه؟ هل سيرد؟
ارجع لرسائله، متى اخر رسالة ماذا كان فيها؟
تمنيت الزمن يقف شوي ونتصافى وبعدها مسموح اذا بيرحل، عسى الله ان يتجاوز عنه وعنا ويغفر لنا تقصيرنا.
تذكرت حديث لا ترفع اعمال المتخاصمين حتى يصطلحوا، تذكرت الا يتجاوز العتب ثلاث أيام، الدنيا ما تسوى ولا يجب ان نحمل الامور فوق ما تحتمل».
نعم، الدنيا ما تسوى، وهي مع عظم المطلوب منا فيها، أقصر من أن نضيعها ونضعف مشاريعنا التي هي الباقية لنا بإرهاق قلوبنا بالمشاكل التي أكثرها لا تستحق، وإن كانت تستحق فصحتنا وسلامة فكرنا تستحق ألا يُعبث بها.
قد تحدث المشاحنة، فالناس تختلف في طرق تفكيرها، وبالتالي في أساليبها، وقد حصلت المشاحنات حتى في المجتمع الفاضل، ولكن ما يجب ألا يحدث القطيعة، لأنها دمار على الطرفين وحتى من حولهما، يقول رسول الإنسانية صلى الله عليه وآله وسلم « لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»، وخسارة كبرى ذكرها رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم «تُعرَض الأعمالُ في كل اثنين وخميس، فيغفرُ اللهُ عزَّ وجل في ذلك اليومِ لكلِّ امرئٍ لا يشرك بالله شيئًا، إلا امرَأً كانت بينه وبين أخيه شَحْناء، فيقول: اتركوا هذَيْنِ حتى يصطَلحا».
وعندما تكون مع الأقارب فالأمر أشد وأنكى، وقد قال الله جل جلاله «فهل عسيتم إن توليتم أن تُفسدوا في الأرض وَتُقَطِّعُوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ».
القطيعة ليست حلاً أبداً، ولكن من الممكن ألا أرتاح لشخص أو لا يعجبني أسلوبه فابتعد عنه مع بقاء السلام والاحترام، والحياة ليست إما تقارب أو تباعد.
متخصص بالشأن الاجتماعي
: @shlash2020