قالت صحيفة ذا جارديان البريطانية إن عام 2023 شهد عدد قياسي من التوقعات الاقتصادية الخاصة من قبل الخبراء والمسؤولين، ولعل أبرز دليل على ذلك أن وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول كانا مخطئين بشأن التضخم.
ووصف المسؤولان ارتفاع الأسعار في البداية بأنه "مؤقت" بعد أن عطل كوفيد سلسلة التوريد العالمية بأكملها بل واعترف الحائز على جائزة نوبل بول كروجمان علانية بأخطائه في عملية التوقعات.
وفي عام 2021، أعلن 16 من الاقتصاديين الأمريكيين من الحائزين على جائزة نوبل بشكل غير صحيح أنه "مهما كانت الضغوط التصاعدية على الأسعار فإن كل هذه الأموال الجديدة (أي التحفيز الحكومي) لن تمثل تهديد بالتضخم.
توقعات ركود غير صحيحة
وفقًا لتقرير حديث توقع 70% من الاقتصاديين الذين استطلعت شبكة بلومبيرج آراءهم حدوث ركود في الولايات المتحدة في عام 2023، وفي الوقت نفسه وجد استطلاع آخر أجرته الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال أن 58% من الاقتصاديين يعتقدون أن هناك أكثر من 50% من الاقتصاديين يتوقعون حدوث ركود اقتصادي في عام 2023.
لكن احتمال دخول الولايات المتحدة في حالة ركود هذا العام لم يحدث قط بل وصل معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث (4.9%) منافسا بذلك بعض أقوى فترات ما بعد الحرب في التاريخ الأمريكي.
وفي الوقت الحالي يقوم العديد من الاقتصاديين بإعداد توقعاتهم الاقتصادية لعام 2024 والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ينبغي الأخذ بكل ما يقولونه بصلة تامة أم أن الأمر نسبي ويجب توقع هامش خطأ؟
هامش خطأ
وفق ما ذكرت صحيفة ذا جارديان البريطانية، فإنه يجب الأخذ بعين الاعتبار هامش خطأ أو تغير مجريات الأمور تماما مع عدم إغفال أهمية التحليلات.
يقوم قادة الأعمال بإعداد الميزانيات واتخاذ قرار بشأن خطط التوظيف واستهداف استثماراتهم ويلعب فهم الاقتصاد دورًا كبيرًا في تلك القرارات.
المستهلك هو الأساس
في هذا الإطار قال المحلل جين ماركس أنن بعد نا يقرب من 30 عامًا من مراقبة هذه المعلومات "أدركت أن معظم البيانات تجاهلت المحرك الأساسي للاقتصاد وهو المستهلك. لذا، إذا كنت تريد أن تعرف كيف سيكون عام 2024 فراقب مقاييس المستهلك". وتعد كشوف المرتبات المتنامية علامة على القوة في سوق العمل حيث أن أصحاب العمل على استعداد لدفع المزيد مقابل المواهب.
سداد قروض المستهلك
يتم جمع حالات التأخر في سداد القروض الاستهلاكية شهريًا ومباشرة من البنوك بالإضافة إلى حالات التأخر في سداد القروض. وذكر ماركس أن أهم المعلومات تلك التي تؤخذ من بيانات الشركات بناءً على بياناتها الواقعية والأمر كله يتعلق بالمستهلك. كما يتعلق الأمر بما يتقاضاه الناس من أموال وكيف ينفقون أموالهم وعندما يتوقف المستهلك عن الإنفاق عندها يتباطأ الاقتصاد.