تبنى الزعيم الصيني شي جين بينج لهجة أكثر تصالحية الأسبوع الماضي خلال زيارته إلى سان فرانسيسكو، تتويجا لاتجاه استمر لمدة عام بعيدا عن الخطاب القاسي من كبار المسؤولين الصينيين، وفق ما ذكر موقع أكسيوس الأمريكي.
أهمية اجتماع بايدن وشي
قد يمثل الاجتماع بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي بداية فترة من الهدوء النسبي في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، لكن الانقسامات الأساسية بين البلدين تعني أن الانفراج قد لا يستمر، كما قال محللون لموقع أكسيوس.
تصريحات شي
كانت تصريحات شي جين بينج في قمة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC)، سواء علناً أو في لقائه مع بايدن أقل انتقاداً مما كانت عليه في بعض الأحيان في الماضي.
غيرت وسائل الإعلام الحكومية الصينية لهجتها أيضًا، حيث ضخت مقالات طوال الأسبوع الماضي تشيد بالعلاقات الشعبية بين الولايات المتحدة والصين.
وكانت تصريحات شي جين بينج خلال حفل عشاء مع كبار المديرين التنفيذيين الأمريكيين دافئة.
فوائد اقتصادية متبادلة
سلط ذلك الضوء على فوائد التعاون الاقتصادي، حيث اقترح شي أن ترسل الصين المزيد من حيوانات الباندا إلى الولايات المتحدة وهو الأمر الذي لاقى ترحيبا أمريكيًا فيما يعرف بدبلوماسية الباندا.
وقال شي لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية: "إن الصين تسعى إلى تنمية كبيرة والولايات المتحدة تعمل على تنشيط اقتصادها. هناك مجال كبير لتعاوننا".
الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
وبحسب موقع أكسيوس ذكر بعض من حضر العشاء مع شي إن كلامه يمثل النغمة الأكثر ودية منذ سنوات. وقال مايكل فرومان الممثل التجاري الأمريكي السابق الذي حضر العشاء لصحيفة نيويورك تايمز : "لقد أذهلني كلام شي. كان الأمر كما لو أن عصر دبلوماسية الذئب المحارب لم تحدث يوما" في إشارة إلى الحرب التجارية التي بدأت بين الصين وأمريكا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
سبب التوجه الصيني الجديد
تأتي النغمة الأكثر ليونة في الوقت الذي تواجه فيه الصين أصعب ظروف اقتصادية منذ عقود حيث يتراجع الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين وسط قيود التصدير الأمريكية التي أعاقت أجزاء من قطاع التكنولوجيا في الصين.
النغمة الودية لا تنهي الخلافات
لا تزال هناك خلافات جوهرية بين الولايات المتحدة والصين. وقال جوشوا كورلانتزيك كبير المحللين في مجلس العلاقات الخارجية لموقع أكسيوس:"أعتقد أنه رغم هذا الحديث اللطيف - والحديث أفضل من عدم الحديث - جاءت النتائج متواضعة للغاية.. لن يغير الاجتماع شيئًا تقريبًا فيما يتعلق بطبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة والصين وقدرتها التنافسية المستمرة".
استقرار العلاقات
وقال يون سون مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون: "إن إنجاز القمة يكمن في استقرار العلاقات بين الولايات المتحدة والصين وليس تحسينها". وأضاف سون: "لم يتغير شيء جوهري في كلا البلدين، بما في ذلك مصالحهما الوطنية المحددة وتفضيلات القادة والصراع الهيكلي بين البلدين وكذلك تعريف كل منهما للآخر".