يقام المعرض الاستعادي الأول للفنان محمد السليم، بعنوان "عودة إلى مرات"، الذي يعرض أعمال وصور وقصاصات نادرة تعرض لأول مرة منذ وفاته عام 1997م، وذلك في صالة الفنان بمدينة مِرات.
ويأخذ المعرض زواره في رحلة عبر الحياة والأسلوب الفني للسليم والذي يعد أحد أبرز رواد الحركة الفنية التشكيلية في المملكة، وأول من أسس دارًا للفنون في السعودية، ويشكل فرصة قيمة للتعرف على طبيعة الحراك التشكيلي في المملكة آنذاك.
مراحل حياة وأعمال الفنان محمد السليم
"اليوم" التقت بابنته الفنانة نجلاء محمد السليم، وتحدثت عن تفاصيل المعرض.
وأضافت: بدأنا المعرض بصور قديمة يعود تاريخها إلى الستينات وهو مع أقاربه وأصدقاءه، ولوحة توضح بداياته في الرسم، وعمله كموجه في التعليم لمادة التربية الفنية، ثم لوحات عن أسلوبه في الرسم أثناء ابتعاثه إلى فلورنسا، وعمله في التلفزيون السعودي.
وأكملت: كما عرضنا صور بعض المجسمات واللوحة الرقمية التي شارك بها في بينالي فينيسيا قبل وفاته، واللوحة التي حطمت الرقم القياسي في مزاد سوذابيز في لندن، والتي بلغت ٥ ملايين ريال سعودي.
وحول الأشكال والعناصر الفنية المتواجدة في المعرض، أوضحت أنها صور ولوحات وكتب وبطاقات بريدية كانت قد طبعتها دار الفنون السعودية في عام ١٩٨٨م.
التأثير على الحركة الفنية التشكيلية
وعن سؤالها حول تأثير الفنان السليم على الحركة الفنية التشكيلية في المملكة، ذكرت أنه كان له تأثير كبير، إذ كان معلم للتربية الفنية في بداية حياته وبعد عودته من إيطاليا لم يجد في وظيفة مهندس ديكور في التلفزيون أي مستقبل له كفنان، فأسس مؤسسة باسم دار الفنون السعودية، ومن خلالها استطاع تحريك الحركة الفنية وتشجيع الفنانين والفنانات على الرسم.
وبينت أنه وفر أدوات الفن الاحترافية ومنجرة لشد القماش بطريقة احترافية، وكذلك لصنع البراويز، وأنشأ صالة عرض تحت مسمى الصالة العالمية للفنون لإقامة المعارض والمسابقات الفنية، وبذلك كوّن مجتمع من الفنانين والسعوديين والمقيمين من جميع الجنسيات، فكان "السليم" المحرك للحركة الفنية وقتها، فصنع من خلالها أوائل الفنانين والفنانات السعوديين.
أما عن تأثيره عليها كفنانة تشكيلية، قالت: للوالد أثر كبير في حياتي وأسلوبي الفني، فقد وفر لي الأدوات والخامات منذ كنت طفلة، وجهني وعلمني بالحوارات وقراءة الكتب وشجعني على دراسة الفنون الجميلة في أمريكا، حتى أتعلم المزيد وأتعايش الفنون في مجتمع آخر وأساليب فنية متنوعة، والحمد لله فخورة بكل ما حققت ولا يزال أمامي الكثير في مشواري الفني الممتع.
توعية الجيل القادم
وأكدت على أهمية إقامة مثل هذا المعارض التي تعيد إحياء ذكرى رمز من رموز الحركة التشكيلية في المملكة، مشيرة إلى أنها معارض مهمة وضرورية لتوعية الجيل القادم على روادنا المحليين والاستفادة من قصص حياتهم ومشوارهم الفني، قائلة: فهذا الكم من الثقافة مهمة وخصوصًا أن هؤلاء الفنانين درسوا في الخارج، ومارسوا وعلموا الفنون وتركوا إرثًا فنيًا كبيرًا تتفاخر به الأمم.
ونظم معرض "العودة إلى مِرات" من جمعية التنمية الأهلية بمحافظة مرات، بالتعاون مع دار الفنون السعودية، والقيم الفني إيمان بنت عبد العزيز الجبرين، ويستقبل زواره حتى السبت المقبل، وتعد محافظة مرات مسقط رأس الفنان محمد السليم، حيث ولد فيها عام 1939م.
