هل يوجد ما يسمى البركة؟
قد يكون في الثقافات الأخرى غير موجود، ولكننا ولله الحمد على نعمة الإسلام، نحن نسأل الله البركة في كل أمر من أمورنا، في أوقاتنا وأرزاقنا، وأولادنا ومشاريعنا، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم» يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع».
والواقع يشهد بأهمية البركة، فكم من لا يبلغ راتبه ربع راتب الذي يشتكي ومع ذلك يعيش هو وأولاده في حال أفضل من حال المشتكي، وكم منجز ومشتكٍ من نفس الوقت الذي يمر سريعاً على الجميع.
وفي سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم نجد البركة منذ أن حملت به أمه، فقد كان بركة على قومه وعلى العرب وعلى البشرية أجمع، وقالت عنه مرضعته حليمة: ما منا امرأة إلا وقد عرض عليها فتأباه، إذا قيل لها : إنه يتيم، وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي، فكنا نقول: يتيم! وما عسى أن تصنع أمه وجده، فكنا نكرهه لذلك، فما بقيت امرأة إلا أخذت رضيعًا غيرى، فلما أجمعنا الانطلاق، قلت لصاحبي: والله، إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعًا، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه .
قال: لا عليك أن تفعلي، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة.
وقد كان ما توقعه زوجها، تقول: فلما أخذته رجعت به إلى رحلي، فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن، فشرب حتى روى، وشرب معه أخوه حتى روى، ثم ناما، وما كنا ننام معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا هي حافل، فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعا، فبتنا بخير ليلة، قالت : يقول صاحبي حين أصبحنا : تعلمي والله يا حليمة، لقد أخذت نسمة مباركة، قالت : فقلت: والله إني لأرجو ذلك، وقد رأت البركة أثناء رجوعها بسرعة دابتها حتى إن صواحبها ليقلن لها: يا ابنة أبي ذؤيب، ويحك! أرْبِعى علينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها؟، وفي أرضها حيث كانت غنمها تعود شباعاً لُبَّنًا بينما غيرها يعاني.
البركة موجودة، ولذلك ضعها هدفاً، بالحرص أن تكون كنبيك مباركاً من خلال تقوى الله والتوكل عليه والتبكير للإنجاز والدعاء والتميز في الأداء والصدق، وكل ما يجلب لك البركة.
@shlash2020